لم يكن أهالي حلب في مناطق المعارضة يتوقّعون أن تستغرق عمليات السيطرة على كلية المدفعية، جنوب المدينة، دقائق معدودة فقط، بعد معاناتهم من إدارتها حملات شنت ضدهم في السنوات الأربع الماضية.
حصن النظام في حلب بات بيد المعارضة، وأعلنت حركة “أحرار الشام الإسلامية” السيطرة عليه بالكامل، بعد أقل من ساعة من بدء المرحلة الثالثة من “ملحمة حلب الكبرى”.
ومنذ خروج الأحياء الشرقية عن سيطرة النظام السوري، صيف 2014، انطلقت القذائف وصواريخ الموت من الكتيبة مستهدفةً الأحياء السكنية فيها، كما كانت تعتبر مركز انطلاقٍ للحملات العسكرية على جبهات حلب.
لأول مرة منذ انطلاق الثورة السورية، تصبح كلية المدفعية “صديقًا”، بحسب التعبير الذي يفضّله ناشطو المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى أنها باتت خارج سلطة النظام السوري.
“كلية المدفعية” هي إحدى أهم العقبات أمام قوات المعارضة في التقدم وفك الحصار عن 300 ألف مدني محاصرين في الأحياء الشرقية.
وتعرف الكلية بأنها شديدة التحصين والتسليح وبداخلها أكثر من ألفي مجند وضابط، بحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي.
وهي تتوسط مجمعًا عسكريًا، يضم إلى جانبها كلية التسليح، التي سيطرت عليها المعارضة، والكلية الفنية الجوية، التي وصلت المعارك إلى تخومها.
ويعتبر التجمع من أشد ثكنات النظام السوري تحصينًا جنوب حلب، لكونه يؤمن خط الإمداد الرئيسي إلى أحياء حلب الغربية، الواقعة تحت سيطرته.
وهو ما تفسرّه صورةٌ تداولها ناشطون، قالوا إنها لجدارٍ داخل الكلية اليوم، وكتب عليه “المدفعية آلهة الحرب”.
وتأتي السيطرة في إطار معارك ملحمة حلب الكبرى، التي انطلقت في 31 تموز الماضي، وشنت المعارضة خلالها هجومًا واسعًا على مواقع قوات الأسد والميليشيات الرديفة في مدينة حلب.
وتمكنت الفصائل من التقدم والسيطرة على مناطق مهمة من بينها قرية العامرية، وكتيبة الصواريخ، ومدرسة الحكمة، وحي النصر 1070، وقرية الشرفة، إضافة إلى قتل عدد كبير من جنود النظام، واغتنام آليات عسكرية وأسلحة متنوعة.
وبالسيطرة على الكلية أصبحت قوات المعارضة على مقربة من فك الحصار عن الأحياء الشرقية، لتبدأ فصول جديدة من معركة “الأمتار الأخيرة”.
عنب بلدي