لم يقف عمر المعراوي عاجزا أمام مناظر الدمار وفاجعته بأقاربه الذين قضوا ببراميل النظام المتفجرة في ريف إدلب، حيث استطاع مع زملائه تصنيع أول منظومة دفاع جوي أطلق عليها اسم “رصد”.
ويبدي عمر تخوفه على مشروعه الذي يفتقد الدعم، ويضيف أن عدد الصواريخ المصنعة محدود ويسعى من جانبه لتحسين المواد الأولية المستخدمة أيضا في صنع باقي الأسلحة المحلية كمدفع جهنم وغيره حتى يتمكن الصاروخ من إصابة هدفه بدقة أكبر.
ويأمل أن تتعمم تجربته على المحافظات السورية “التي تقع تحت رحمة طيران النظام وخاصة الغوطة الشرقية بريف دمشق حيث ولدت الفكرة تحت الحصار، ولكن مع انعدام المواد تم نقلها للمعرة وجعلها واقعا يعيشه السكان ويلتمسون فعالياته مع انخفاض ملحوظ لعدد الطلعات الجوية التي كانت تستهدف المنطقة”.
واستخدمت قوات المعارضة السورية في قتالها جيش النظام أسلحة محلية الصنع وسعت لتطوير أخرى تداركا منها للنقص الحاصل لديها واعتمادا منها على قدراتها الذاتية، إلا أن مطلبها الأول والأخير لا يزال هو الحصول على مضادات طيران حربي تكفيها ويلات سقوط الصواريخ الفراغية وبراميل النظام على المناطق المأهولة بالسكان والتي خلفت آلاف الضحايا من الأطفال والنساء.
حافز الاستمرار
ويوضح عمر الجندي قائد كتيبة المجاهدين -التي صنّعت الصواريخ- آلية عملها التي تعتمد على قوة إطلاق كبيرة تبلغ 1500 متر في الثانية وبارتفاع أقصاه خمسة كيلومترات وهي صغيرة الحجم، ولا تتجاوز كلفة الصاروخ 200 دولار أميركي وما يوجد الآن قادر أن يغطي سماء ريف إدلب الشرقي وريف حلب، على حد قوله.
ويضيف للجزيرة نت أن ما أعطاهم حافزا للاستمرار في مشروعهم -الذي خرج للنور مؤخرا بعد ورشات عمل استمرت ثلاثة أشهر- هو نجاحهم في إبعاد الطيران الحربي عن المنطقة بشكل كامل وجعله يرمي حمولتها من الصواريخ في محيط المنطقة وليس داخلها.
ويشجع الجندي تصنيع هذه الصواريخ ويؤكد أن الأمر سهل بحيث تستطيع ورشات “الثوار” إنتاج كميات منها وبالتالي خلق حظر جوي من صنع أيديهم دون الحاجة لاستعطاف مجتمع دولي صم آذانه عن مطالبهم بالحظر الجوي منذ بداية استخدام النظام طائراته لقمع المظاهرات، حسب تعبيره.
المصدر : الجزيرة