خيارات الأردن الصعبة وسط السوار الملتهب تحتم عليه تبني استراتيجية وقائية في التعامل مع تطورات الأحداث في سوريا و العراق.
المكونات العشائرية في المناطق المحاذية للأردن هي بيضة القبان في الحفاظ على كينونة هذه المناطق و تأمينها بعيداً عن خطر تدشين الجماعات الارهابية فيها و تمترسها.
لو أن الأنظمة السياسية في سوريا و العراق تعاملت مع العشائر هذه كصمام أمان للأرض و منحتها الدعم اللازم لجنبت كلا البلدين كثيراً من المآزق الأمنية التي نجمت عن اضعاف العشائر وصولاً إلى دفعها الى التأقلم مع وجود الجماعات الارهابية بين ظهرانيها.
العشائر هذه الآن تقف على عتبة الانغماس في الواقع القائم و الذي ترجح كفته يوماً بعد يوم للجماعات الارهابية بل أن بعض المكونات العشائرية دخلت أتون التحالف مع هذه الجماعات كنتيجة طبيعية لتراجع مساحات الاختيار.
الانظمة السياسية في البلاد المذكورة إما أنها فقدت قنوات الاتصال مع الداخل كما في حالة سوريا أو أنها لم تعد قادرة على كسب ود العشائر تبعاً للتجاذبات الطائفية الداخلية كما في حالة العراق.
هذه الحقائق تُبرز حاجة التكتلات العشائرية في البلدين ليد عون تمتد من الجوار.
الأردن في هذه الأثناء الأقدر على فتح القنوات مع العشائر و دعمها لصون انسجامها مع أجواء الاعتدال في المنطقة و حمايتها من سلطة الارهاب.
الأمر ذاته ينسحب على مكونات أخرى مثل الدروز في سوريا و قد استنجدوا بالأردن للحصول على الدعم الضروري للحفاظ على أمان جانبهم في الوقت الذي لم يعد بمقدور النظام هناك تأمينهم.
جهاد الأردن لحفظ أمن حدوده و ابقاء مسافة الأمان مع المناطق الملتهبة يشتد بالتوازي مع تداعي الأنظمة السياسية في الجوار و الاستثمار في المكونات الجاهزة للتعامل مع سلطة الارهاب خيار ناجع يقي الأردن التماس المباشر مع أجزاء السوار الملتهب.
الرأي الاردنية – د. صفوت حدادين