وجدت دراسة جديدة في ولاية كاليفورنيا الأميركية أن عدد المصابين بفيروس كورونا قد يكون أعلى بعشرات المرات مما كان يُعتقد في السابق، وفقاً لتقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية، وذلك من خلال تحليل عينات من دم مجموعة من المواطنين لكشف وجود أجسام مضادة للفيروسات.
واختبرت الدراسة التي أجرتها جامعة ستانفورد، والتي صدرت أمس ا(لجمعة) عينات من 3330 شخصاً في مقاطعة سانتا كلارا ووجدت أن الفيروس كان أكثر شيوعاً بنحو 50 إلى 80 مرة من الأرقام الرسمية المشار إليها.
والأجسام المضادة هي رد النظام المناعي على الإصابة بالعدوى في الجسم، ويمكنها أن تؤمن مناعة ضد الفيروس، لمدة عام لدى البعض ولأقل من سنة لدى آخرين.
وللتخفيف من عمليات الإغلاق الموجودة حالياً لوقف انتشار «كوفيد – 19»، يجب على مسؤولي الصحة أولاً تحديد عدد الأشخاص المصابين. ويقول الباحثون إن الدراسات الكبيرة حول انتشار الفيروس داخل المنطقة يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً.
وقال إران بنديفيد، أستاذ الطب المساعد بجامعة ستانفورد الذي قاد الدراسة: «هذا له آثار على معرفة مدى تقدمنا في مسار الوباء وعلى النماذج الوبائية التي يتم استخدامها لتصميم السياسات وتقدير ما تعنيه لنظام الرعاية الصحية لدينا».
وأوضح الباحثون أن البحث هذا يمثل أول دراسة واسعة النطاق من نوعها. وأجريت الدراسة عن طريق تحديد الأجسام المضادة لدى الأفراد الأصحاء من خلال اختبار يأخذ عينة دم من الإصبع، مما يشير إلى ما إذا كانوا قد أصيبوا بالفعل بالفيروس وتعافوا منه.
وفي وقت الدراسة، كان لدى مقاطعة سانتا كلارا 1094 حالة مؤكدة بـ«كورونا»، مما أدى إلى 50 حالة وفاة. ولكن استناداً إلى معدل الأشخاص الذين لديهم أجسام مضادة، فمن المحتمل أن يكون ما بين 48 ألف و81 ألف شخص قد أصيبوا في مقاطعة سانتا كلارا بحلول أوائل أبريل (نيسان)، وهو رقم أعلى بنحو 50 إلى 80 مرة من المعلن عنه.
وهذا يعني أيضاً أن الفيروس التاجي قد يكون أقل فتكاً بالنسبة إلى إجمالي السكان مما كان يعتقد في البداية. وحتى يوم الثلاثاء، كان معدل وفيات الفيروسات التاجية في الولايات المتحدة 4.1 في المائة، وقال باحثو ستانفورد إن نتائجهم تظهر أن معدل الوفيات يتراوح من 0.12 في المائة إلى 0.2 في المائة فقط.
وفسر البعض هذه الدراسة على أنها تعني أننا أقرب إلى مناعة القطيع – المفهوم القائل بأنه إذا طور عدد كافٍ من الأشخاص عدداً من الأجسام المضادة لمرض، يصبح السكان محصنين. وهذا سيسمح للبعض بالعودة إلى العمل بسرعة أكبر، وهي استراتيجية يتم اتباعها حالياً في السويد. لكن الباحثين وراء الدراسة أكدوا ضرورة عدم القفز إلى استنتاجات أو اتخاذ خيارات سياسية حتى يتم إجراء المزيد من البحوث.
وقال آرثر رينغولد، أستاذ علم الأوبئة في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، إن هذه الدراسة تؤكد الاعتقاد السائد على نطاق واسع بأن عدد الأشخاص المصابين بالفيروس التاجي أعلى بكثير مما كان يُعتقد في الأصل.
وتابع: «فكرة أن هذا سيكون جواز سفر للعودة بأمان إلى العمل لها عائقان: لا نعرف ما إذا كانت الأجسام المضادة تحميك وإلى متى تبقى فعالة، كما أن نسبة صغيرة جداً من السكان لديها أجسام مضادة».
وحتى مع المعدل الجديد للإصابات التي وجدته الدراسة، فإن 3 في المائة فقط من السكان مصابون بـ«كورونا»، وهذا يعني أن 97 في المائة لم يعانوا منه. وللوصول إلى مناعة القطيع، فيجب أن يصاب 50 في المائة أو أكثر من السكان.
وقال باحثون إنه من غير الواضح ما إذا كانت الدراسة، التي أجريت حصرياً على سكان مقاطعة سانتا كلارا، تمثل بقية الولايات المتحدة.
وأطلقت دراسات واسعة أخرى في الولايات المتحدة ودول أخرى بهدف تحديد عدد المصابين الفعلي بالفيروس والمعرضين للإصابة به. ويفترض أن تشكل النتائج أساسا لقرارات السلطات العامة في وقت تعد لرفع الحجر المنزلي وخصوصا في الولايات المتحدة.
نقلا عن الشرق الوسط