كشف موقع “دايلي بيست” الأميركي تفاصيل الاستراتيجية الأميركية الجديدة المتعلقة بالملف السوري، والتي ستتضمن التسليم بخطة المناطق الآمنة التي اقترحتها روسيا، والتنسيق مع القوات الروسية على الأرض السورية، بالإضافة إلى التسليم ببقاء الأسد في السلطة إلى حين.
ونقل مراسل الموقع سبنسر أكرمان، المتخصص بشؤون الأمن القومي الأميركي، عن مصادر في البيت الأبيض والكونغرس، أن “ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون سيناقشان هذه الخطة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في ألمانيا على هامش قمة العشرين”. وقد شهدت القمة، أمس أول، لقاء للرئيسين الأميركي والروسي.
ويتمثل العنوان الأساسي للخطة، وفق “دايلي بيست”، في إلحاق هزيمة نهائية بتنظيم “داعش”، والتعامل مع الفوضى المحتملة بعدهزيمة التنظيم، حيث لفت الموقع إلى الدرس العراقي الذي يسعى الأميركيون لتجنبه في سورية، بالتعاون مع الروس، ويفيد هذا الدرس بضرورة وجود قوات تمسك بزمام الأمور على الأرض وتمنع انبعاث التنظيم مرة أخرى.
وتشكل الاستراتيجية، وفق الموقع نفسه، استمرارية لـ”مناطق الفصل” بين القوات الروسية والقوات الأميركية التي تقاتل على الأراضي السورية، والمستخدمة لتخفيف التوتر والاحتكاك والإبقاء على مسافة أمان بين الطرفين.
وذكّر الموقع بإعلان تيلرسون، الأربعاء الماضي، استعداد الإدارة الأميركية للمزيد من التنسيق مع القوات الروسية في سورية، وتأكيده أن من شأن نجاح التعاون في فرض الاستقرار على الأرض أن يمهد للمزيد من التعاون لتسوية مستقبل سورية السياسي.
ونقل الموقع عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله، إن الولايات المتحدة لن تسلّم الأراضي الخارجة على سيطرة التنظيم إلى نظام الأسد، بل ستكون إدارتها مهمة حلفائها مثل مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” (قسد). أما الأراضي، التي يسيطر عليها نظام الأسد، فستنتشر فيها الشرطة العسكرية الروسية على غرار ما حدث في حلب. وأضاف المسؤول نفسه أن قوات تركية قد تنتشر أيضاً إلى لزم الأمر.
ولم تعبر إدارة ترامب عن أي مواقف متماسكة تجاه الشأن السوري، وفق الموقع. فقد شكّك ترامب في المعارضة السورية بعد نجاحه في الانتخابات، وقالت سفيرته في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، إن “رحيل الأسد” ليس أولوية بالنسبة لواشنطن. إلا أن الجيش الأميركي قام بإسقاط عدة طائرات للنظام السوري، أخيراً، في رسالة إلى موسكو مفادها أن واشنطن مستعدة لحماية حلفائها. كما قام ترامب بمعاقبةالأسد على الهجوم الكيميائي في خان شيخون في أبريل/نيسان الماضي بتوجيه ضربة صاروخية لقاعدة الشعيرات. فيما عادت هالي نفسها للقول، إن “الأسد لا يمكن أن يبقى في السلطة إذا أردنا المحافظة على سورية”.
واعتبر “دايلي بيست” أن الخطة تنطوي على مقامرة كبيرة وطويلة الأمد تتمثل في إبعاد روسيا عن إيران. ففي حين تطالب طهران بعودة جميع الأراضي السورية إلى حكم الأسد، يقرّ الكرملين بعدم واقعية هذه المطالب.
وكان مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، قد دعا، منذ أشهر، إلى المزيد من التنسيق مع الجانب الروسي، حسب الموقع، في حين يحظر البنتاغون التعاون الصريح معالجيش الروسي، والذي من شأنه أن يثير استياء شديداً في الكونغرس، ولا سيما بين الصقور المعادين للنظام السوري كرئيس لجنة القوات المسلحة، جون ماكين. يذكر أن مايكل فلين اضطر لمغادرة منصبه بسبب علاقته مع روسيا.
كما نقل الموقع عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي قوله، إن “جميع الخيارات ممكنة حالياً لكننا لا نرغب بمحادثات مباشرة مع الروس حالياً”.
وذكر المسؤول الأميركي، أن الخطة تتضمن إذعاناً ضمنياً لعملية السلام التي ترعاها روسيا في العاصمة الكازاخية أستانة بحضور كل من تركيا وإيران واستبعاد الولايات المتحدة، وقد تضمنت هذه العملية إنشاء مناطق “خفض تصعيد” لتسهيل عودة اللاجئين وتأمين المساعدات وإعادة الخدمات الأساسية.
وأضاف المسؤول، أن هذه العملية لم تنجح، حتى الآن، ولا يزال خفض التصعيد مرهقاً للغاية، مشيراً إلى الفشل المتواصل للجهود الأميركية في سورية، بما في ذلك تلك التي تتماشى مع المصالح الروسية.
العربي21