الأناضول
تعهد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، بمواصلة فتح أبواب تركيا أمام كل من يلجأ إليها، وقال: “أنا أثق من أنه لا يوجد أي من سكان غازي عنتاب، يمتلك أي مشاعر سلبية في نفسه تجاه أخوته السوريين”.
جاء ذلك في كلمة له بمدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا، وأضاف: “إن الإرادة القوية تشكل العنصر الرئيس الذي يساهم في تشكيل المستقبل السياسي لأي مدينة، وهو المعيار الذي يرسم ملامح حريتها، فمدينة غازي عنتاب التي كانت تابعة لمدينة حلب في الماضي، نراها اليوم متقدمة بفارق كبير عن حلب، أتمنى لو أن حلب اليوم مدينة تنعم بالسلام وتتابع مسيرتها نحو التطور والنهضة، نحن مهتمون بمصير حلب، فالمعاناة التي يعيشها سكانها تؤلمنا، كما أن حلب وعنتاب مدينتان متلاحمتان جغرافياً، إلا أن مصيرهما تكون في سياقات منفصلة، بسبب مغامرة عاشتها المنطقة قبل ١٠٠عام”، مقدماً شكره للشهداء، الذين بذلوا تضحيات كبيرة خلال حقبة الاحتلال الفرنسي لمدينة غازي عنتاب في عشرينيات القرن الماضي، معتبراً أن أولئك الشهداء هم من زرعوا بذور الازدهار الاقتصادي الذي تنعم به غازي عنتاب اليوم.
ولفت داود أوغلو إلى أن مدينة غازي عنتاب أظهرت أداءاً عالياً العام الماضي ودوراً فاعلاً في الاقتصاد التركي، وباتت تشكل مركز جذبٍ رئيسي نظراً لموقعها بين بلاد ما بين النهرين والبحر المتوسط، مشيراً إلى أن الحكومة التركية ستنفذ مجموعة مشاريع في مجالات النقل والخدمات اللوجستية، لرفد مسيرة إنماء المدينة، خاصة وأن الحكومة تريد رؤية عنتاب وقد أصبحت قاعدة للصناعة في المنطقة.
وأشار داود أوغلو، إلى أنه كان يسعى من أجل إنشاء منطقة تجارة حرة بين سوريا ولبنان والأردن وتركيا، في عام ٢٠١١، قائلاً: “لو تحقق ذلك المشروع، لحققت مدينتا حلب وعنتاب إزدهاراً ونهوضاً متوازياً، إلا أن نظام الأسد ذو الطابع القمعي، أغرق بلاده في غياهب المجهول، وشرّد شعبه، وأوقف عجلة الازدهار التي كنّا نعمل على تحقيقها في المنطقة، ودفع بأفواج المساكين والأيتام إلى اللجوء لمدننا”.
وأعرب داود أوغلو عن تمنيه أن تنتهي الآلام في سوريا، مشدداً أن الطغيان لا يمكن أن يستمر للأبد، ولابد أن ينقشع الظلام يوماً، وقال: “لقد تم تشكيل حكومة جديدة في العراق، تولي اهتماماً بالغاً لإقامة علاقات وطيدة مع تركيا”، مذكراً بالزيارات التي أجراها إلى كل من بغداد وأربيل، والزيارات التي أجراها رئيس وزراء إقليم شمال العراق “نيجيروان بارزاني”، ورئيس وزراء العراق “حيدر العبادي” إلى تركيا.