وكالات
قال رئيس الوزراء التركي “أحمد داود أوغلو”: “إذا كانت هناك استيراتيجية واضحة تضمن لنا حماية حدودنا بعد ظهور (داعش)، فنحن مستعدون لفعل كل ما في وسعنا من أجل ذلك”.
جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة التركية، في مقابلة تلفزيونية أجراها، مساء أمس الاثنين، مع محطة “سي إن إن” الأمريكية، والتي قال فيها أيضا: “نحن لا نريد أنظمة تدفع المواطنين صوب تركيا عند المنطقة الحدودية، ولا نريد للأنظمة الإرهابية الأخرى، أن تكون مؤثرة في المنطقة، فلدينا استيراتيجية قومية، وأحد المعايير الأساسية لهذه الاستيراتيجية، المعيار الإنساني، نحن نستقبل اللاجئين، ونريد في الجانب الآخر من الحدود سياسة إنسانية، كما أن لدينا استيراتيجيات أخرى عسكرية وأمنية، ونحن مستعدون لاتخاذ كافة التدابير الممكنة حالما كان هناك أي تهديد يستهدف أمننا القومي”.
ولفت “داود أوغلو” إلى أن “العمليات الجوية الأمريكية في سوريا ضرورية، لكنها غير كافية، فهذه الغارات ضرورية من أجل عرقلة تقدم (داعش)، لكننا إذا لم نطور استيراتيجية موحدة، فإننا حينما نقضي على ذلك التنظيم من الممكن أن تحل محله تنظيمات أخرى جديدة”.
وعن سبب طلب تركيا فرض منطقة حظر جوي في سوريا قال “داود أوغلو”: “لأن هذا يكفي، فتركيا استقبلت حتى الآن مليون و600 ألف لاجئي على أقل تقدير، وهذا العدد مستمر في الزيادة كل يوم، فاليوم مثلا، دخل من “عين العرب – كوباني باللغة الكردية” ما يقرب من ألفي شخص، ولقد لاحظنا أن هذه الأعداد بدأت تزداد نتيجة الغارات الجوية التي يشنها النظام، فضلا عما يستخدمه من صواريخ سكود، وقنابل برميلية، لذلك إذا كانت لديكم رغبة في وقف الأزمة الإنسانية، يتعين عليكم وقف القصف، فهذه الخطوة مهمة جدا لتركيا، لأن الخطوة المقبلة لا يعلم مداها إلا الله، وقد نرى مستقبلا سيناريو أكثر تعقيداً”.
وأشار إلى أن “تركيا سبق وأن حذرت الغرب بشأن ارتفاع وتيرة التطرف في سوريا، فلقد سبق وأن تحدثت حينما كنت وزيرا للخارجية مع نظرائي الغرب والأمريكان، عن ارتفاع وتيرة التطرف جراء عدم التصدي للجرائم التي يرتكبها النظام السوري، حذرناهم في الوقت الذي لم يكن فيه (داعش) موجودا، لكن الآن أصبح الوضع أكثر إزعاجا، وقتل مئات الألاف من الأشخاص”.
وتابع: “ونظرا لأن جرائم النظام السوري بقت بلا عقاب، استفادت الجماعات الأصولية – أقصد بذلك (داعش)- من الأجواء، وهذا هو السبب الحقيقي في ظهور (داعش)، ولقد سبق وأن حذرنا الولايات المتحدة وكافة الدول، وشددنا على ضرورة فعل شيء قبل قدوم العاصفة، لكن لم يُتخذ أي إجراء ضد النظام السوري”. 0