صحيفة الحياة اللندنية
عبد الوهاب بدرخان
الإيرانيين وجدوا أن كل ما بذلوه في سورية، منذ منتصف عام 2012، حقق هدفه بالحفاظ على بشار الأسد ومنع سقوط النظام، لكنهم استنتجوا أن كل “الانتصارات” لم تغيّر مسار الأزمة وأن حلفاءهم فقدوا أي نوع من المبادرة، أكثر من ذلك، ولفت الكاتب إلى أن الإيرانيين لم يحبذوا رد فعل النظام على الغارات الأميركية، ولا الإشارات التي يرسلها إلى دول إقليمية بغية فتح قنوات جانبية، ولا الاتصالات الخارجية التي نشّطتها أخيراً أجنحة أو وفود من عائلة الأسد، موضحا أنه على الرغم من أن المبادرة الروسية منسّقة أولاً مع الإيرانيين، إلا أن هؤلاء لم يبدوا أي حماسة حيالها وكل ما فعلوه أنهم حرّكوا عدداً من معارضي الداخل لاختراق المسعى الروسي، ما ضاعف قلق النظام، وأطلق في صفوفه ما هو أكثر من التكهّنات، بل أثار مجدداً تجاذبات في شأن لوائح مَن يفترض أن يغادروا في حال تبلورت صفقة دولية لحل سياسي، ولمح الكاتب إلى أنه عندما تعرّضت استراتيجية النفوذ الإيراني لهزّة في العراق، لم تخفِ طهران حقيقة تفكيرها: العراق أولاً، ثم سورية، وكان محمد محمدي كلبايكاني، رئيس مكتب الولي الفقيه، واضحاً في قوله: “لو لم يكن دعمنا لسورية لكنّا اليوم خسرنا العراق”، وذُكر أنه كان يردّ بذلك على معارضة بعض الشخصيات الدعم الذي تقدّمه إيران لـ”النظام السوري”، ونوه الكاتب إلى أن هذه المرّة الأولى التي يشار فيها إلى “معارضين”، ولا تفسير لذلك سوى أنه لم يعد في الإمكان إخفاء جدل داخلي متصاعد مفاده أن نظام الأسد صار عبئاً على إيران ولم تعد هناك جدوى تُرتجى من دعمه، ورأى الكاتب أنه تحسباً لكل الاحتمالات حرص الإيرانيون على إعلان تأسيسهم “حزب الله السوري” لاستخدامه، خصوصاً في تعطيل أسس أي حل سياسي لا يحقق مصالحهم ويضمنها، مبينا أن مستقبل نفوذهم في “سورية موحّدة” لم يعد مضموناً.