ماذا حدث ولماذا حدث من هؤلاء الأبطال الخرافيون الذين ساقوني إلى هنا؟ من أعطاهم الحق بانتهاك جسدي وكرامتي أنا إنسان له حقوق, كيف تغطى عيناي ليُأتى بي إلى مكان لا أعلم أين؟
أنا سمر ٢٥عاماً طالبة في كلية التربية أجلس الآن بمكان لايتجاوز المترين أشبه بالقبر, نادى السجان “سمر قومي”, جلست أمامه يشبه تلك الشخصيات الإلكترونية الشريرة, في الغرفة كرسيان وضوءٌ خافت وهذا الرجل المستبد مع صوت قطرات الماء المتواصلة, بدأ يتكلم ويوجّه الاتهامات دون فواصل أو نقاط, لم أفهم شيئاً منه, كان حرف القاف طاغي على كل كلامه الذي فهمت منه أنني إرهابية وأهدد أمن البلد وذلك كله بسبب بوست نشرته على الفيس بوك انتقد فيه شخصية سياسية, ظناً مني أننا في بلد التعبير عن الرأي . أُخدت من حاجز للأمن العسكري قرب جامعتي أدخلوني لغرفة مليئة بالنساء, نساء تبكي باستمرار وصمت, لاصوت سوى شتائم السجانين ولكمات على وجوه السجينات,
نساءٌ يخرجن للتحقيق لايعدن أبداً, ونبقى نحن ننتظر دون كلام نتبادل نظرات الاستغراب والقلق وانتظار المجهول, وتمضي الأيام ولا أعلم سوى و بنهاية الشهر ينادي السجان باسمي “سمر قومي بدك حرية والله لفرجيكي الحرية ع أصولها لم يعد شيئاً يخيفني فقد تعودت على هذه الكلمات جلست على الكرسي انتظر, رجلان أراهما للمرة الأولى, بدأا يسألانني عن أشخاص لاأعرفهم وما إن أنكر معرفتي بهم حتى يضربانني على وجهي, فقدت الوعي فكب السجان علي الماء لأصحو فيعود ليسألني “مين عم يمولك من برا ومين عم يراسلك نحنا شفنا كل اتصالاتك ومحادثاتك فأحكي لحالك أحسنلك” بدأت أخترع أسماء شخصيات لا أعرفها, ” جاري أبو عبدو كان مسافر للسعودية وأفلس ورجع لحضن الوطن أعترفلك بأشخاص كمان ما بعرفهم لترتاح وتحس أنك احرزت نصر وتظهر اعترفاتي على قنواتكم أني إرهابية والتصفيق يحيطك وأنت البطل المقداد” نظر إلي ثم أتى بكبل كهربائي وأوصله بجسدي, لم أشعر سوى بدم ينزف من أنفي وأذني وأصواتهم تتعالى “كب عليها المي مرة تانية كب بسرعة لاتموت” عندما صحوت كنت في المستشفى أمي بجانبي تضع راحة يدها على رأسي وتقول أني بريئة وأن كل ماكان مجرد تشابه بالأسماء وأنني بريئة وعلى قيد الحياة,, حدث ترسخ بذاكرتي لآخر العمر هذه قصة من آلاف القصص الذي تشهدها معتقلات الأسد وليست الأخيرة فأناس دخلوا ولم يخرجوا وأناس لا أحد يعرف عنهم شيئا حتى الآن .
مروة شاكر…