هناك رأي سائد في المؤسسات الأمريكية المختصة بشؤون المنطقة يشير إلى أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون لن يدلي من الآن فصاعدًا بتصريحات من قبيل “لا نفكر بمستقبل للأسد أو نظامه في سوريا”.
وتقول مصادر واشنطن إن هناك توجيهات من البيت الأبيض، وعلى الأخص مستشار الأمن القومي هربرت مكماستر، للمسؤولين بعدم الإدلاء بتصريحات غير قابلة للتطبيق بشأن الأسد، وذلك عقب الاتفاق المبدئي الذي توصل إليه ترامب وبوتين بخصوص عملية الحل السياسي حول مستقبل سوريا.
وتقول المصادر إن الروس حصلوا على تنازل من الولايات المتحدة بتخفيف حدة خطابها حول مستقبل نظام الأسد على المدى الطويل، مقابل إقناع رئيس النظام بقيول حكم ذاتي ضمن كيان فيدرالي، للمكون الكردي الذي تهتم به الولايات المتحدة في سوريا.
العمل جارٍ على خطة جديدة
اتخذت الولايات المتحدة مواقف واقعية من الوضع الجديد في سوريا، لكنها وإن خففت من حدة خطابها حاليًّا بخصوص الأسد إلا أنها تعمل على خطة أخرى بعيدة الأمد.
وبحسب ما ذكرته لي مصادري في هذا الخصوص فإن الخطة على النحو التالي:
– قد تكون روسيا وإيران أخذتا زمام المبادرة بشأن مستقبل سوريا السياسي إلا أن أهم قضية في المنطقة على المديين المتوسط والبعيد ستكون عملية إعادة إعمار سوريا.
– إعادة الإعمار مسألة تتطلب موارد ومبالغ ضخمة جدًّا، وهذا ما سيكون مستحيلًا على روسيا وإيران بمفردهما القيام به من دون الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
– لن ترضى الولايات المتحدة والغرب وحلفاؤهما في المنطقة أبدًا بضخ الأموال من أجل إعادة إعمار سوريا في حال وجود نظام الأسد في الحكم.
بمعنى أن رحيل الأسد سيكون شرطًا من أجل سماح الولايات المتحدة وحلفاءها بضخ الموارد والإمكانيات اللازمة لعملية إعادة الإعمار.
– كما ترون، تعتقد الولايات المتحدة، التي تبدو فقدت المبادرة السياسية في المنطقة لصالح روسيا، أنها قادرة على استعادة زمام المبادرة في المستقبل بفضل القوة الاقتصادية.
الحملة الإيرانية المضادة
تحدثت في مقالة سابقة عن مساعٍ إيرانية لفتح طريق من طهران يمر عبر العراق وسوريا ليصل إلى البحر المتوسط. نظرًا لموضوع المقالة لم أتحدث عن أهمية الطريق المذكور سوى على الصعيدين العسكري والاستراتيجي.
غير أن مختصين يعرفون المنطقة جيدًا يقولون إن إيران قد تستخدم هذا الطريق في توفير الموارد من إيران والعراق إلى سوريا.
بمعنى أن إيران تخطط للعب دور مؤثر جدًّا في عملية إعادة إعمار سوريا من خلال استخدام الطريق المذكور بشكل فعال.
وتقول مصادر واشنطن إنه بينما تجري التحضيرات للعب بورقة الاقتصاد، ينبغي على تركيا، التي تملك خبرة وإمكانيات واسعة وموقعًا استراتيجيًّا يتيح لها القيام بالعمل بيسر، متابعة التطورات من هذا المنظور على وجه الخصوص.
ترك برس