كلمة الرئيس التَّونسي المنتخب قيس سعيد أمام مجلس النواب أثناء تأدية القسم، كانت واضحة، وقويَّة، وصارمة، وملخص ماجاء فيها :
1 – الحرية متاحة لجميع التونسيين كل بحسب اعتقاده وديانته، بشرط أن لايتم التَّعدَّي على حرية الآخرين.
2 – الحرص على الدولة التونسية بمؤسساتها ومرافقها، والتَّفريق التَّام بين المؤسسات ومن يحكمها، فالكل راحل وتبقى المؤسسات وتبقى الدولة ويبقى الشعب.
3 – ستطال الفاسدين والمتصرفين بالمال العام يد المحاسبة والمساءلة ولن يكون هناك أحد فوق يد العدالة.
4 – الضرب بيد من حديد على حاملي أفكار التطرف والإرهاب.
5 – اعتبار تصويت الشَّعب التُّونسي في الانتخابات الرئاسية، انتصار حقيقي، وثورة مبهرة، وهي امتداد طبيعي وحقيقي لما بدأ به الشعب التونسي عام 2010
6 – ماوصل إليه الشعب التُّونسي، درس ونموذج يجب أن تحتذي به جميع دول المنطقة.
7 – من المستحيل العودة إلى الوراء، أو إلى ماقبل 2010 مهما كلف الثمن.
8 – دعوة الشَّعب التُّونسي للجد والعمل، للفكاك من الدين المترتب عليه حتى لايكون عرضة للتهديد والابتزاز السياسي، وملئ خزائن الدولة بالمال الذي سيعود بالنتيجة لصالح الشعب.
9 – التَّعامل مع الخارج بنديَّة واحترام كامل بمبدأ المثل بالمثل.
9 – الليبرالية والرأسمالية والفرانكفونية وحتى الدينية مصطلحات ومناهج وأنظمة من وجهة نظر بن سعيد ستعامل بنفس الطريقة التي تحفظ لتونس وجهها العلماني الذي سيطبقه ويرنو إليه ويتمنَّاه.
10 – العلمانية من وجهة نظر بن سعيد هي أداة ووسيلة وغاية يتم من خلالها العمل ولإصلاح والتغيير والارتقاء والتطوير ، وليست وسيلة أو أداة للوصول إلى أي منهج أو أيدلوجية أخرى لتحل محلها أوتلغيها.
وأخيراً : وصول قيس بن سعيد إلى السلطة خطوة جيدة، ومهمَّة، وكبيرة، وخصوصا فيما يتعلق بسقوط منافسه الفرانكفوني المتطرف، وبطبيعة الحال فإنَّه بهذه العقلية والمنهجية، لايمثل طموحات الشعوب وتطلعاتها المثالية للاسترشاد بهدي الشريعة وقيمها الغرَّاء، ولو على سبيل التدرُّج، ولكنَّه سيوفر مساحة كبيرة للعمل والانتاج، بشرط التخطيط السليم، والجد، وعدم الاستعجال، في قطف الثمار، والحفاظ على المال العام، وحماية القانون، ومحاربة الفاسدين، وهذا بحد ذاته، نصر كبير، وإنجاز عظيم.
وضَّاح حاج يوسف 23 تشرين الأول 2019 م