وقال خامنئي الأربعاء إن الشعب الإيراني أحبط مؤامرة، في إشارة إلى الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في عدة مدن إيرانية بعد زيادة أسعار الوقود.
وأضاف في تعليق نقله موقعه الإلكتروني الرسمي “أحبط الشعب الإيراني مؤامرة واسعة وخطيرة جدا تم إنفاق الكثير من المال عليها”.
وجنحت السلطات في إيران إلى استخدام القوة المفرطة وفي بعض الأحيان إلى الرصاص الحي لاحتواء تحركات شعبية من شأنها أن تضع مصير الطبقة السياسية الحاكمة على المحك.
ودفعت طهران بقوات تابعة للحرس الثوري لاحتواء الاحتجاجات الواسعة، حيث سجل مقتل عدد منها في مواجهات عنيفة مع المحتجين.
وفي السياق ذاته، قالت منظمة العفو الدولية إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 143 شخصا خلال الاحتجاجات، وهي أسوأ موجة توتر مناهضة للحكومة تشهدها إيران منذ أخمدت السلطات مظاهرات “الثورة الخضراء” التي اندلعت احتجاجا على التلاعب بالانتخابات في 2009.
ورفضت إيران عدد القتلى الذي أعلنته منظمة العفو الدولية، قائلة إن عدة أشخاص، منهم أفراد من قوات الأمن، قُتلوا وإن أكثر من ألف اُعتقلوا. وقال مركز حقوق الإنسان في إيران، الذي يتخذ من نيويورك مقرا، إن عدد المعتقلين ربما يقترب من أربعة آلاف.
وسرعان ما أصبحت الاحتجاجات ذات طابع سياسي، حيث دعا المحتجون كبار قادة البلاد للتنحي. وتلقي الحكومة بالمسؤولية عن الاحتجاجات على “بلطجية” على صلة بأطراف أجنبية.
وجاءت الاحتجاجات بينما تسببت عقوبات جديدة فرضتها الولايات المتحدة على طهران هذا العام في توقف جميع صادرات النفط الإيرانية تقريبا وتزامنت مع اندلاع احتجاجات في العراق ولبنان ضد حكومتي البلدين اللتين تضمان جماعات مسلحة مؤيدة لإيران.
يأتي ذلك فيما قال وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي إن نحو 731 مصرفا و140 مقرا حكوميا أضرمت فيها النار خلال الاضطرابات الراهنة في إيران.
وأضاف أن أكثر من 50 قاعدة تستخدمها قوات الأمن هوجمت ونحو 70 محطة غاز أُحرقت، ولم يذكر تفاصيل عن مواقع هذه الهجمات.
ونقلت الوكالة عن الوزير قوله إن ما يصل إلى 200 ألف شاركوا في الاحتجاجات التي بدأت في 15 نوفمبر في أنحاء البلاد بعد الإعلان عن رفع أسعار البنزين.
نقلا عن القدس العربي