استهدفت قوات النظام صباح أمس الجمعة حي الوعر المحاصر بالأسطوانات المتفجرة وعدد من قذائف الهاون والدبابات، تزامن ذلك مع عقد اجتماع لجنة التفاوض في الفرن الآلي عند مدخل حي الوعر بحمص.
في حين يعيش الأهالي المحاصرون في حي الوعر، آخر الأحياء المحررة داخل المدينة حالة من الترقب الصعب و القلق الشديد على مصير يضع السكان بين خياري البقاء والإبادة أو الخروج المهين.
فبعد سلسلة لقاءات جمعت اللجنة التفاوضية الممثلة عن أهالي الحي ووفد عن النظام برعاية روسية، لم تؤدي تلك اللقاءات إلى إحراز أي اتفاق نهائي حيث يصر النظام مدعوماً بالطرف الروسي على تهديداته التي وجهها إلى أهالي الوعر عبر لجنة التفاوض المدنية، وتقضي بأحد الخيارين: “إما الإخلاء والخروج أو القيام بما أسماه إبادة الحي وتدميره بالكامل فوق ساكنيه”.
و هذا الأمر وضع لجنة التفاوض أمام خيار صعب، باعتبارها من القائمين على تقرير مصير الحي خصوصاً مع توقع التصعيد في أي لحظة.
والجدير بالذكر أن الحي الذي يحوي غالبية مدنية تعرض لحملات عسكرية كان آخرها حملة تصعيد شرسة أستخدم فيها النظام كافة أنواع القصف المدفعي وحتى القنابل الحارقة ما أسفر عن سقوط العشرات بين شهيد وجريح.
كما أن من المقرر عقد جلسة مرتقبة، بين وفد المفاوضات في حي الوعر حمص مع وفدي روسيا و قوات النظام ، من المتوقع أن تكون الأخيرة والمصيرية وينتج عنه بنود واضحة المعالم ، وذلك تحت الضغط و التهديد الروسي بالتصعيد ضد المحاصرين في الحي.
فيما تتجهز بعض الميليشيات و عوائلها المتواجدة في قرى ريف حمص الغربي المحاذية لحي الوعر ، لآن تتخذ من بيوت أهالي حي الوعر مأوى لها و تجمعها عند جسر مصياف مطالبين بتسريع عملية الإخلاء أو التصعيد ضد المحاصرين بالحي.
بدورها أصدرت أمس ” الهيئة الشرعية ” في حي الوعر المحاصر في حمص قراراً بتعليق صلاة الجمعة ، وذلك حرصاً منها على سلامة المدنيين من القصف الذي يستهدف تحركات المدنيين و تجمعاتهم.
ابو القاسم الحمصي _ المركز الصحفي السوري