قاعدة روسية
قاعدة حميميم كانت صغيرة، إذ أنشئت لاستخدام الطيران المروحي، لكن القوات السورية استخدمتها لاحقا لاستقبال الطائرات المدنية الصغيرة والمتوسطة.
غير أن روسيا وقعت اتفاقا مع سوريا في أغسطس/آب 2015 يمنح الحق للقوات العسكرية الروسية باستخدام قاعدة حميميمفي كل وقت من دون مقابل ولأجل غير مسمى.
استخدمت روسيا القاعدة لتنفيذ مهام قتالية ضد فصائل المعارضة مركزة على استخدام سلاح الجو لتغيير المعادلة على الأرض، وقد وفر هذا السلاح الدعم لقوات النظام والفصائل الشيعية المؤيدة له.
وضمن هذا السياق دأبت المقاتلات الروسية المرابطة في القاعدة منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا على شن غارات جوية مستهدفة مدن وقرى سورية مستخدمة حجة القضاء على “الإرهاب”، مما أوقع آلاف القتلى والجرحى، أغلبهم من المدنيين.
توسيع القاعدة
أعلنت روسيا في أغسطس/آب 2016 عزمها توسيع قاعدة حميميم بغرض تحويلها إلى قاعدة جوية عسكرية مجهزة بشكل متكامل.
ونقلت الوكالات وقتها تصريحا لفرانس كلينتسيفيتش نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد الروسي تأكيده أن موسكو تخطط لتوسيع “حميميم”، وتهيئة الظروف التي تتيح بقاء الجنود الروس فيها بشكل دائم، مشيرا إلى إمكانية مضاعفة عدد المقاتلات المنتشرة في القاعدة وفقا للاتفاقيات الثنائية الموقعة بين الجانبين، وحرص على توضيح أن بلاده لن تنشر فيها أسلحة نووية أو مقاتلات ذات قدرات تدميرية عالية.
وذكرت الأنباء أن توسيع القاعدة يجري بشكل يتناسب مع هبوط طائرات كبيرة عليها، وإنشاء بنية تحتية من أجل إيواء عسكريين فيها، وزيادة التدابير الأمنية.
عمليات توسعة قاعدة حميميم شملت المدرج الذي أصبح عرضه مئة متر، وطوله نحو 4600 متر، وذلك لتتمكن الطائرات الروسية الضخمة مثل أنطونوف التي تحمل الدبابات والمدافع من الهبوط بالقاعدة، وذلك إلى جانب الطائرات المتطورة مثل سوخوي35.
كما تم الإعلان عن تخصيص ساحات لهبوط وإقلاع طائرات النقل “آن-124” (روسلان) الثقيلة، وذلك حتى لا تعرقل عمليات شحن وتفريغ هذه الطائرات العملاقة وعمليات صيانتها الحركة الاعتيادية في المطار.
وذلك إلى جانب تجهيز المطار وبناء ثكنات ومطاعم جديدة للعسكريين، ومستشفى ميداني وتجهيز مواقع لنشر منظومات صواريخ “بانتسير” الحديثة.
وقد أحضرت آليات حفر كبيرة من مؤسسة الإسكان العسكرية في دمشق للقيام بعمليات التوسعة بتكلفة أولية قدرت بثلاثمئة مليون دولار، وذلك تحت إشراف ضباط روس.
الأسلحة والعتاد
ينتشر نحو 4300 عسكري روسي في سوريا، أغلبيتهم في قاعدة حميميم، ومن الأسلحة التي خزنتها روسيا بقاعدة حميميم طائراتسوخوي 34 و24 و30 ومروحيات الهجوم وطائرات التجسس الإلكتروني، إلى جانب طائرات هجومية أخرى.
وذكرت صحيفة إزفيستيا الروسية في أكتوبر/تشرين الأول 2016 أن مجموعة من طائرات سوخوي-24 وسوخوي-34 الحربية وصلت إلى قاعدة حميميم في سوريا لتعيد موسكو أعداد هذين النوعين من الطائرات في سوريا إلى مستواها قبل السحب الذي أعلن في مارس/آذار من نفس العام.
وأظهر تحليل للبيانات أجرته وكالة رويترز للأنباء أن طائرات الشحن العسكرية الروسية توجهت إلى قاعدة حميميم في سوريا ست مرات في الأيام الستة الأولى من أكتوبر/تشرين الأول 2016 مقارنة بـ12 مرة في الشهر في سبتمبر/أيلول، وأغسطس/آب.
وتعتبر منظومة صواريخ أس 400 من أكثر الأسلحة تطورا التي حملتها روسيا إلى قاعدة حميميم، وذلك بغرض حماية القاعدة أولا، ثم ضمان السيطرة على الجو على طول المدى الذي تصل إليه الصواريخ.
وأعلنت مصادر دبلوماسية روسية أن موسكو لا تخطط لنشر أسلحة نووية في قاعدة حميميم خشية مما قد تثيره هذه الخطوة من انزعاج لدى دول المنطقة.
ومن أشهر الوقائع التي شهدتها القاعدة حادثة استقبال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لبشار الأسد في يونيو/حزيران 2016، حيث كشف مقطع فيديو بثته قناة “روسيا اليوم” أن الأسد لم يكن على علم بهوية المسؤول الذي جاء للقائه “وحيدا” في قاعدة حميميم، وظهر الأسد داخل قاعة صغيرة وهو يخاطب شويغو بقوله “أنا سعيد جدا بلقائكم.. مفاجأة سارة”.
وجلبت الواقعة انتقادات حادة حتى من الموالين للنظام والذين اعتبروا أن الأسد “بات موظفا لدى روسيا يتم استدعاؤه في أي وقت من دون أي مسؤولين يرافقونه أو حتى حراس شخصيين”.
الجزيرة