أظهر استطلاع للرأي أجرته «رويترز – إبسوس» شمل 1446 ناخباً مسجلاً و1116 ناخباً محتملاً مع هامش خطأ 3 نقاط مئوية، تقدُّم المرشحة الديموقراطية الى انتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون على منافسها الجمهوري دونالد ترامب بفارق خمس نقاط مئوية، وذلك في تغيّر بسيط على مدى أسابيع.
ومنذ 28 تموز (يوليو) الماضي، تأرجح التأييد اليومي لكلينتون وسط الناخبين المحتملين بين 41 و44 في المئة، وبلغ 41 في المئة الخميس الماضي. وزاد التأييد لدونالد ترامب قليلاً، إذ تراوح بين 33 و39 في المئة. وبلغت النسبة الخميس 36 في المئة.
وعموماً، لم يعد ترامب يخفي شكوكه في شأن نتيجة الانتخابات الرئاسية، كما أن فريقه لا يدري كيف يمكنه تعديل نهج الحملة الذي قاده إلى الانتصار في الانتخابات التمهيدية، للتماشي مع انتقال الحملة إلى المستوى الوطني.
وكان البليونير الشعبوي تجاهل خلال حملة الانتخابات التمهيـــديـــة، آراء الخــبـــراء والمراقـــبـــين الذيــن كانوا يحضونه على تبنّي سلوك جدير بالرئاسة، والتوقّف عن شتم خصومه والبدء بكتابة خطاباته والالتزام بنصها بدل الارتجال. غير أن استراتيجيته الخارجة عن المألوف فاجأت الجميع وحققت له النصر.
ومنذ أن أصبح المرشّح الرسمي للحزب الجمهوري، بات ترامب يلقي أحياناً وبناء على إصرار مستشاريه، خطابات تنطوي على مضمون وتتناول مسائل أساسية، يتبع فيها النص المكتوب. لكنه لا يزال يرتكب في صورة شبه يومية، هفوات واستفزازات وتجاوزات سواء مقصودة أو غير مقصودة، حول جملة من المواضيع مثل روسيا والأسلحة وتنظيم «داعش»، أو حتى هجومه على والدي جندي أميركي مسلم قتل في المعركة في العراق.
وإذ لا يزال يتردد بين النهجين، يبقى ترامب عاجزاً عن توضيح استراتيجيته الانتخابية. وحين تطرح عليه أسئلة، يعتمد على حدسه في الردّ. كما أنه يشتت جهوده جغرافياً، فيعقد مهرجانات انتخابية في مناطق لا يمكنه الفوز بها.
ويستند ترامب في حملته، إلى 4 رسائل باتت معروفة من الجميع: بناء جدار على الحدود مع المكسيك، الحدّ من الهجرة، القضاء على «داعش» وإعادة الوظائف الصناعية التي انتقلت الى الخارج.
لكن الفوز في الانتخابات الرئاسية لطالما تطلّب تاريخياً أكثر من شعارات.
في المقابل، وضع فريق كلينتون استراتيجية مفصّلة لتعزيز قاعدتها بين الناخبين السود والمتحدّرين من أميركا اللاتينية، واستعادة ثقة العمال البيض في ولايات أساسية مثل بنسلفانيا وأوهايو، يمكن أن تحسم نتيجة الانتخابات.
وعملاً بذلك، فتح فريق حملة كلينتون مكاتب انتخابية ونشر موظفين ومتطوعين. كما تعتمد الحملة على الإعلام والتواصل مع الناخبين عبر الإعلانات. وأنفق الفريق الديموقراطي نحو 93 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية، في مقابل 11 مليوناً فقط من جانب فريق ترامب. كما لم تنفق لجنة حملته الرسمية حتى الآن، أي مبالغ على الإعلانات التلفزيونية، ما يعدّ سابقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية.
الحياة