اعتقل مسؤولو الهجرة الاتحاديون بالولايات المتحدة مئات من المهاجرين غير الحاملين لوثائق بعدة ولايات خلال الأيام الماضية، مما أحدث بلبلة في صفوف المتضررين، في حين وصف مسؤولون ذلك بأنها عمليات روتينية لفرض تطبيق القانون.
وسادت حالة من الهلع أوساط المهاجرين، حسب ما أفاد مراسل الجزيرة ناصر الحسيني، بينما عبر الديمقراطيون عن مخاوف بشأن ما إذا كانت هذه الاعتقالات تمهد لمزيد من الإجراءات ضد المهاجرين.
وجاءت هذه الحملات في أعقاب الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس دونالد ترمب بحظراللاجئين والمهاجرين من سبع دول إسلامية، والذي عُلق في الوقت الحالي.
وتحدث مراسل الجزيرة عن أن عملية الاعتقالات استمرت خمسة أيام، وشهدتها تسع ولايات ومدن رئيسية، وطالت حتى الآن نحو 160 شخصا.
وقال المدير التنفيذي للمنتدى الوطني للهجرة علي نور الدين في بيان إن “الخوف من المطاردة عبر منازل المهاجرين والأميركيين المولودين في الولايات المتحدة والذين يحبون المهاجرين كأصدقاء واضح”.
من جهته قال ديفيد مارين مدير إجراءات تطبيق القانون في مكتب إدارة الهجرة والجمارك الأميركية بلوس أنجلوس إن عمليات تطبيق القانون جرت في أتلانتا ونيويورك وشيكاغوولوس أنجلوس والمناطق المحيطة بها.
ووصف مارين العملية التي استمرت خمسة أيام بأنها إجراء لفرض تطبيق القانون، وقال في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين إن مثل هذه التحركات روتينية، مشيرا إلى أن حملة جرت في الصيف الماضي في لوس أنجلوس أثناء إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
|
تعبئة
وقال بريان كوكس المتحدث باسم مكتب أتلانتا الذي يغطي ثلاث ولايات إن 200 شخص اعتقلوا.
يأتي ذلك بينما طرد مساء الجمعة 37 مهاجرا غير شرعي إلى المكسيك.
وأدت عمليات التوقيف في أماكن سكن أو عمل إلى تعبئة النواب الديمقراطيين في المناطق المعنية، بينما يقدر عدد المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة بـ11 مليون شخص.
وقالت عضو الكونغرس الديمقراطية نانيت دياز باراغان “من العار رؤية عناصر (أمن) يدخلون مساكن خاصة لأفراد ويثيرون فزع أسرهم”.
من جهتها قالت السيناتورة عن كاليفورنيا ديان فينستاين “إن التغيير في سياسة الرئيس ترمب يخون قيمنا“.
وأكد العضو الديمقراطي في الكونغرس يواكين كاسترو أن عمليات منسقة نفذت في جنوب تكساس ووسطها في إطار عملية أطلق عليها “كروس تشيك”.
وصرح النائب “طلبت من السلطات أن توضح إن كان هؤلاء الأفراد يشكلون حقا تهديدا خطيرا وعنيفا لمدننا أم انهم هنا فقط (..) لتقديم مساهمتهم في (تنمية) ولايتنا”.
وفي نيويورك حيث يعيش أكبر عدد من المهاجرين غير الشرعيين (1.15 مليون حسب مركز بيو) تظاهر بضع مئات قرب مكاتب دوائر الهجرة.
وبعد عملية الطرد هذه دعت الخارجية المكسيكية مواطنيها إلى التزام “الحيطة والبقاء على اتصال بأقرب قنصلية إليهم لتلقي المساعدة الضرورية في مواجهة أوضاع مماثلة”.
وكان قاض في محكمة سياتل الأميركية قد علق العمل بقرار الرئيس ترمب بحظر اللاجئين والمهاجرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة الأسبوع الماضي، وأكدت هذا التعليق محكمة استئناف في سان فرانسيسكو الخميس الماضي.