عادت المواجهات على أكثر من محور في سوريا، بعد العجز الروسي من مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً وسياسيا، ومازال الشعب السوري يواجه انتقام الطيران الأسدي والروسي وبشتى الأسلحة “العنقودية والنابالم والصواريخ الفراغية والفوسفور الأبيض” في مدينة إدلب وريفها وريف حماه وريف الساحل, إضافة لأحياء دمشق والغوطة الشرقية.
ومع إصرار الولايات المتحدة على مواجهة نظام الأسد وأمام العجز الروسي عن مواجهة الموقف الأميركي الجديد (لا بديل عن الحل العسكري) وعدم إلتزامها باتفاق سابق مع روسيا (لا بديل عن الحل السياسي) والدعم الذي حظيت به الضربة التي استهدفت بها الصواريخ الأمريكية قاعدة “الشعيرات” يبقى الشعب السوري هو من يدفع الثمن أمام مجتمع دولي لم يغير من صمته بعد..
مزيد من الشهداء والجرحى المدنيون في مناطق المعارضة السورية التي لا تزال مسرحاً لليوم الثالث على التوالي للتصعيد الشامل الذي لم يهدأ لساعات؛ ما يشير للوضع الذي يزداد تعقيداً يوما بعد يوم على الأرض السورية الدامية.
هذا الأمر جعل النزاع السياسي يفرض نفسه وبقوة على الاجتماع السنوي لوزراء الخارجية للدول الصناعية السبع المنعقد في “توسكانا” وسط إيطاليا.
مناخ الاجتماع هيّأ لمناقشة ما إذا كانت واشنطن ملتزمة بالإطاحة بالنظام السوري، فضلاً عن تداعيات الضربة الصاروخية التي وجهتها على مطار شعيرات في ريف حمص, أما بشأن روسيا الموالية والحليفة للنظام, فقد جاء إعلان وزير الخارجية البريطاني: “إن بلاده ستناقش في “توسكانا” فرض المزيد من العقوبات على شخصيات عسكرية سورية وروسية لعبت دوراً أساسياً في مجمل التطورات التي أوصلت البلاد للوضع الراهن, بعد أن أوشكت موسكو سعياً وراء تحقيق مصالحها الاقتصادية، تحت مسمع ومرأى المجتمع الدولي, جاءت أولوية واشنطن وهي هزيمة “تنظيم الدولة والتخلص من النفوذ الإيراني في سوريا وإزاحة الأسد عن السلطة الذي لا يمكن تخيل السلام في سورية بوجوده”.
ليبقى الثابت في مختلف التغيرات السورية سواء في توسكانا أو في دمشق أو موسكو أو طهران وغيرها.. هو حالة الارتباك الواضحة التي أثارتها الضربة الأمريكية اليتيمة الموجهة لنظام الأسد بمثابة تهديد وعقاب لاستخدامه الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين العزّل في مدينة “خان شيخون” في ريف إدلب.
وسط تلك المتغيرات على الساحة السورية يظهر سؤال يطرح نفسه، هل ستقبل موسكو رسالة العقوبات الموجهة ضدها, أم أن مثل تلك العقوبات باتت مصطلحاً عادياً وموجوداً لا يمكن للولايات المتحدة أن تضخمه أو تقلله؟!.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد