شهدت الحملة الإلكترونية الدولية لإطلاق سراح المعتقلات السوريات من سجون نظام بشار الأسد تفاعلا واسعا، وجمعت خلال ثلاثة أيام من إطلاقها أكثر من 124 ألف توقيع.
ودشنت حركة الضمير الدولية -التي تتألف من عشرات المنظمات والجمعيات المهتمة بقضايا حقوق الإنسان- حملة الإفراج غير المشروط عن الأسيرات السوريات مساء الخميس، ووسمتها على “تويتر” بـ”وقع من أجل الإنسانية”.
ويأتي التحرك الجديد لحركة الضمير بعد أقل من أسبوع من عقدها مؤتمرا واسعا في مدينة إسطنبول التركية، شاركت فيه عشرات النسوة والناشطات والمدافعات عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان حول العالم للغرض ذاته.
كما يأتي في سياق استعدادات الحركة لتوجيه أنظار العالم نحو معاناة المرأة السورية في يوم المرأة العالمي الذي يحتفل به العالم في الثامن من مارس/آذار من كل عام.
تفاعل واسع
ورصدت الجزيرة نت 124 ألفا و291 توقيعا على الحملة الإلكترونية ظهر اليوم الأحد.
وقالت مصادر من حركة الضمير إن الحملة تهدف إلى وضع حدٍ لمعاناة المجتمع السوري من الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات، والتي تخللها ارتكاب العديد من جرائم الحرب والانتهاكات لحقوق الإنسان على مرأى من العالم ومسمع.
وأشارت إلى أن العالم كله شهد أيضا ما تعرض له السوريون من تعذيب واغتصاب وإعدامات ومجازر جماعية وتهجير قسري للملايين وقتل للأطفال بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية والبراميل المتفجرة.
وأكدت الحركة على حقها في استخدام كافة الوسائل المشروعة والسلمية لتحرير المعتقلين من سجون نظام بشار الأسد.
وتبدي المؤسسات النسوية والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان حول العالم قلقها من ظروف اعتقال السوريات في سجون النظام.
وتجلى ذلك الاهتمام في المسيرة الكبرى التي ضمت آلاف النساء من 55 دولة، تحركن في قافلة الضمير الأولى في مئتي حافلة من مدينة إسطنبول إلى الحدود السورية في الثامن من مارس/آذار من العام الماضي.
حراك للمعتقلين
وتنشط العشرات من المنصات الإلكترونية ببواباتها المختلفة في مساندة قضايا المعتقلين السوريين في سجون النظام، لكن أغلب جهدها يتمثل في متابعة مواقع إخفاء المعتقلين عبر نشر صور يمكن أن تجلب عنهم أي معلومات من زملاء الأسر المحررين.
وكشفت الحملة الدولية لإنقاذ المعتقلين السوريين النقاب الخميس عن مقتل ثمانية معتقلين من عائلة واحدة في الرستن بحمص، جراء التعذيب في سجون النظام السوري التي ظلوا يقبعون فيها منذ عام 2011.
ووفقا لمعطيات نشرتها ضمن حراكها لتفعيل موضوع المعتقلات السوريات، أوضحت حركة الضمير أن نحو مليون سوري قتلوا في الحرب المستمرة منذ مارس/آذار 2011، بينهم قرابة 15 ألف طفل وطفلة.
إحصائيات مرعبة
وخلال السنوات الماضية، هجر أكثر من خمسة ملايين سوري ديارهم، بينهم ثلاثة ملايين استقر بهم المقام في تركيا، في حين هاجر البقية إلى دول الجوار كالأردن ولبنان، أو فروا إلى مهاجر بعيدة كأوروبا وأستراليا وكندا وبعض دول جنوب شرق آسيا.
ويواجه أولئك اللاجئون تحديات عميقة تتعلق بظروفهم الحياتية الصعبة وصعوبة توفير احتياجاتهم للخدمات كالصحة والتعليم من جهة، وتحديات الهوية والاندماج في مواطن اللجوء من جهة ثانية.
أما النازحون من منازلهم وأماكن سكناهم في الداخل السوري، فبلغ تعدادهم ستة ملايين شخص وفقا لمعطيات حركة الضمير التي أعلنت أن 13 مليون سوري باتوا بحاجة إلى المساعدة.
وأوضحت معطيات الحركة أن ما لا يقل عن أربعمئة ألف سوري تعرضوا للسجن والاعتقال، قتل منهم نحو 13 ألفا جراء التعذيب، بينما لا يزال مصير أكثر من 85 ألف شخص مجهولا.
وتقول البيانات إن 13 ألفا و581 امرأة تعرضت للاعتقال منذ بداية الحرب في سوريا، ما زالت ستة آلاف و736 منهن رهن الاعتقال، ويتعرضن للتعذيب والتحرش والاغتصاب والمعاملة غير الإنسانية.
المصدر : الجزيرة