تنظم الحملة الوطنية لاسترداد الجثامين عدة وقفات تضامنية في مدن الضفة الغربية تحديا للتعنت الإسرائيلي فيما يخص جثامين القتلى الفلسطينيين وتحديا لقرار تحويل المزيد منها إلى مقابر الأرقام.
بحثا عن مقبرة سرية تخفيها إسرائيل في منطقة غور نهر، اضطرت كاميرا العربية للتسلل والتمويه هربا من أعين الرصد الأمني، وبمساعدة من السكان المحليين، وتجاوزت السياج الأمني وصولا إلى حدود الأردن، وهنالك برزت لافتة كتب عليها مقبرة ضحايا العدو.
يوجد في هذا المدفن أكثر من مئة قبر وهي تحمل أرقاما من 5003 إلى 5117، ولا يعرف إن كانت هذه الأرقام تسلسلية، أم أنها مجرد إشارات لا تعكس العدد الحقيقي للجثث المحتجزة في مقابر أخرى، حيث كشف النقاب مؤخرا عن 4 مقابر سرية في إسرائيل تضم جثامين مقاتلين عرب وفلسطينيين سقطوا في معارك مع إسرائيل منذ منتصف القرن الماضي.
في مكان آخر كانت أم رائد تمسح غبار الزمن عن صورة ابنها، دون أن تجد من يمسح غبار الاشتياق عن قلبها، هذه الأم فقدت ابنها قبل 16 عاما خلال تنفيذه عملية فدائية في القدس، وجل أمانيها اليوم أن تستعيد رفاته من مقابر الأرقام، لتكريمه بدفن يليق به.
وفي رام الله بدأت سلسلة احتجاجات ووقفات تضامنية، للضغط من أجل إجبار إسرائيل على التراجع عن قرارها بتحويل بعض جثامين الفلسطينيين المحتجزة في ثلاجات إلى مقابر الأرقام.
وفي هذا الصدد يقول مدير مركز القدس للمساعدات القانونية، عصام العاروري إن أمر تحويل الجثامين من الثلاجات إلى مقابر الأرقام، هي سياسة ابتزاز للمجتمع الفلسطيني، وتحويل الجثامين إلى قضية تفاوضية، تريد إسرائيل ثمنا لكل جثمان، وهذا سلوك غير مقبول قانونيا وإنسانيا.
وأفرجت إسرائيل خلال السنوات الماضية عن المئات من الجثامين المحتجزة لديها في عمليات تبادل ومقايضات سياسية، وما تزال تحتجز نحو 205 جثامين موثقين بشكل رسمي، إضافة لمئات آخرين مجهولي الهوية.
المصدر:العربية