“يا ربي دخيلك أجت الشتوية وأجت معها أمراضها”هذا ما تلقفته أسماعنا لدى دخولنا لإحدى المشافي الميدانية الخاصة بالأطفال في ريف إدلب الجنوبي.
تعتبر الأمراض الصدرية ونزلات البرد من الأمراض الشائعة التي ترافق حلول فصل الشتاء ومعظمها ينجم عن عدوى فيروسية أو بكتيرية وقد لوحظ في العامين الأخيرين من عمر الثورة ارتفاع بمعدل أمراض الرئة خاصة ما يعرف بالتهاب القصبات الشعرية والتي يعاني منها الأطفال منذ الولادة يقول الدكتور (ذ.غ) المتخصص بأمراض الأطفال بالمشفى نفسها..
تتوارد إلى المشفى يوميا حالات متكررة مصابة بأمراض صدرية ناتجة عن الطبيعة الخاصة بفصل الشتاء أو عن ظروف الحرب السيئة المصاحبة له يمكن أن يصل عددها إلى 8كمعدل وسطي وتتراوح درجة المرض بين المعالجة الروتينية والحاجة للمكوث بالمشفى لعدة أيام لأغراض اللزوم الوريدي والإرزاز.
وأسهب الدكتور في شرح المسببات والعوامل الممرضة “بالإضافة للعوامل الجرثومية والفيروسية المعروفة للجميع فإن للحرب الدائرة قسطا وافرا في زيادة الإصابة بأمراض الصدر خاصة ما يتعلق بالأمراض التحسيسية وربو الأطفال، فالمواد المتفجرة المنبعثة من براميل ومظلات والقنابل العنقودية.. وغيرها تسهم بشكل كبير في تعميق وتمكين هذه الأمراض، خاصة مع الضعف الشديد لسبل الوقاية والانخفاض المتتالي في الدعم الخاص بالقطاع الصحي الذي كان سائدا أول أيام الثورة حيث تم تخفيض المخصصات من أدوية المضادات الحيوية للنصف”.
وتأكيدا لما قاله الدكتور أكملنا جولتنا في المشفى لتستقر أعيننا على أسرة جلديّة بعضها وضع عليه نصف شرشف والبعض الآخر دون أي شيء، وسائل التدفئة تكاد تكون معدومة.. أما صيدلية المشفى فتكاد تكون خالية إلا من بعض أمبولات الباراسيتامول الوريدي والسالبو الخاص بجهاز الإرزاز الذي تلقى أمامه طابور من الأطفال أطلقوا لصرخات أوجاعهم العنان في انتظار دورهم في جرعة توسع صدرهم في الوقت الذي ضاق فيه كل شيء..
الجدير بالذكر أن كل هذه الأدوية منتهية الصلاحية من فترات قد تصل إلى حوالي السنة “لكن ما الضير” هذا ما عبرت عنه أم مسعود أم لتوءمين “يا لله معو صلاحية ولا ما معو.. تمسحنا.. نعمة إنو موجود.. حلب ما ضل فيها لفة شاش.. والعالم عم يتفرج”!
وأردفنا لأم مسعود “يا ترى ماهي المدة الزمنية التي تفصلنا عمّا حصل في حلب خاصة أن العالم يا أم مسعود يقاتل مع بشار ولا يتفرج فحسب كما كنا نظن؟!
المركز الصحفي السوري