بعد حصار دام أكثر من ثلاثة وعشرين يوما للأحياء الشرقية لحلب، والخاضعة لسيطرة المعارضة، وتدمير أكثر من سبعة مشافي، وفقدان شبه كامل للمواد الغذائية، أعلنت غرفة عمليات فتح حلب، بمشاركة حركة أحرار الشام وفصائل عديدة، عن معركة فك الحصار عن حلب، تحت مسمّى “غزوة حلب”.
جاء الإعلان على لسان المتحدث الرسمي لحركة أحرار الشام، مؤكداً أنّ معركة حلب ستكون كبرى المعارك، وستمتد إلى أكثر من عشرين كيلو متر، والبداية ستكون من محور ريف حلب الجنوبي لفتح طريقٍ بديلٍ يصل إلى داخل المدينة.
اختار الثوار جنوب حلب، لفتح طريق إمداد أول من خاصرة حلب الجنوبية للقيام بضربة استباقية للنظام، بامتداد عشرين كيلو متر، للمضي بعد ذلك إلى شمال حلب وشرقها، ما يعني أنّ الخطة عسكرياً كان مخططاً لها بهجوم واحد، منسّق بتمهيد عسكري، واقتحام مباشر للسيطرة على الخط الأول للنظام، لا سيما أنّ هذا العمل يأتي بالتوازي مع عمل آخر بنفس التوقيت في شمال حلب، وصولاً إلى طريق الكاستيلو وكسرطوق الحصار، إضافة إلى النقطة الأهم، وهي قطع طريق الراموسة من القسم الغربي لحلب لتشكيل طوق حصار لمناطق النظام الواقعة في قسمها الغربي.
فصائل وأهالي حلب، أدركوا أنّ معركة حلب هي معركة مصيرية لهم، خصوصاً بعدما قام النظام، خلال عشرين يوم مضت، بتدمير أكثر من ثماني مشافي ميدانية، وقتل المئات من المدنيين، إضافة إلى إعلان موسكو عن الكذبة الروسية بإعلان ممرات إنسانية تهدف لإفراغ المدينة من ساكنيها.
قوبل هذا الطرح من نظام الأسد بتوجيه سلاح الإعلام، وتصوير شبيحته أشخاصاً مع حقائبهم، على اعتبار أنّهم خرجوا من معبر بستان القصر باتجاه حي المشارقة التابع للنظام، وقد قام بهذا العمل المراسل الحربي التابع للنظام شادي حلوة، إلا أنّ هذا العمل قوبل بشكل فوري بنفي كامل من نشطاء داخل حلب، حيث تم إرسال فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحتوي على تصوير للمعابر التي أعلنت عنها روسيا، وهي خالية من أيّ شخص يقترب منها، ما دلّ على أنها خدعة يراد بها ضرب الحاضنة الشعبية لفصائل المعارضة، وإحباط همم الأهالي، وإيصال رسالة للمدنيين أنّ موضوع حلب قد حسم باتفاق دولي، إلا أنّ سكان وفصائل حلب كانت لها كلام آخر.
قرار روسيا فرض الحصار على حلب جاء منفرداً، من دون موافقة واشنطن، ما دفع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، للتشكيك بالخطوة، إذ قال: “إنّ إعلان موسكو عن ممرات إنسانية قد تكون خدعة روسية”، ما رجح أن يكون التوتر الأخير بين موسكو وواشنطن حول حلب سبب أساسي برفع واشنطن يدها عن حلب، وقبول فتح الثوار معركة لفك الحصار.
العربي الجديد – يمان دابقي