شهدت مدينة حلب أمس الخميس 15 أيار (مايو) 2025، أول احتفالٍ رسمي بيوم اللغة الكردية على الإطلاق، بتنظيمٍ من “مؤسسة اللغة الكردية” في حي الشيخ مقصود. تميّز الحفل بتخريج 162 طالبًا وطالبة أتموا دورات تعليمية بثلاث مستويات، بحضور ممثلي الأحزاب السياسية والمجالس المحلية والمؤسسات المدنية.
وانتظمت فعاليات مماثلة في مدن شمال وشرق سوريا، مثل قامشلو وكوباني والرقة، اشتملت على عروض فنية وثقافية، وجرى التأكيد خلالها على ضرورة الحفاظ على اللغة الكردية وتطويرها.
يأتي اختيار تاريخ 15 أيار (مايو) رمزيًّا لكونه ذكرى إصدار العدد الأول من مجلة “هاوار” الكردية في دمشق عام 1932، والتي اعتمدها “المؤتمر القومي الكردستاني” عام 2006 يومًا وطنيًّا للغة.
وكانت اللغة الكردية ممنوعة في سوريا قبل 2011، إلى أن أدرجتها “الإدارة الذاتية” لاحقًا كلغة تعليمية مع العربية والسريانية. اليوم، تطالب الأطراف الكردية بإدراج حقوقها اللغوية في الدستور السوري الجديد، خاصةً بعد نص المادة 12 من الإعلان الدستوري على منع التمييز وضمان الحقوق الثقافية.
يُذكر أن اللغة الكردية –التي تنتمي إلى العائلة الهندو-أوروبية ويتحدثها نحو 40 مليون شخص– تُعدّ ركنًا أساسيًّا في الهوية الكردية. ويُعتبر هذا الاحتفال علامةً على تعزيز التعددية الثقافية في سوريا، وأملًا كرديًّا بخطوات أوسع نحو الاعتراف الدستوري باللغة والهوية.