مع تصعيد هجمات النظام على أحياء مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة بحجة القضاء على الإرهاب والنيل من أهالي تلك المدينة الخارجة عن السلطة، تزداد الخطورة وتتأزم الحرب الدائرة، حيث لاحظت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قيام النظام بهجمات وحشية تفوق الوصف، ففي قرابة خمسة عشر يوماً سجلت تلك المنظمة حوالي أكثر من 81 برميلا ألقاها الطيران المروحي، مع قصف بأكثر من 92 صاروخاَ، عداك عن صواريخ أرض –أرض قصيرة المدى التي بلغت حوالي 20 صاروخاً.
ومع سؤال يتبادر في الأذهان على الدوام، هل تلك الصواريخ أصابت أهدافها من منشآت ومقرات للمسلحين “الإرهابين”؟ أم أن آلاماً جديدة ومجازر مروعة أصابت مساكن المدنيين وحصدت المزيد من الأرواح البريئة لأهلنا في حلب؟
لعل الفيديوهات والصور أكبر دليل على عجز تلك القوات وفشلها وارتكابها للجرائم في حق النساء والأطفال لتنال ممن لا حول لهم ولا قوة، ولم تخلف سوى حصيلة جديدة تضاف لجدول إحصائيات الوفيات، ذلك القصف العشوائي أودى بحياة 24 طفلاً و12 امرأة منذ 1 أيار ولمدة 15 يوماً وما تزال النيران أكبر المخاوف حتى اليوم.. عداك عن عشرات الجرحى والمصابين من قصف أعمى يلقى من ارتفاع 5000 متراً، وطبعاً يتلاعب الهواء ويكون نصيب الأبرياء ممن أجبرتهم ظروف الحرب القاسية على البقاء في أماكن مستهدفة.
لم تكن المستشفيات بالحال الأفضل ورغم أنها لا علاقة لها بالمقاتلين إلا أن استهدافها يزيد من المعاناة، ليكون لسان حال الظالمين كمن يقول “لا نرحم ولا رح نخلي مين يرحم”.. وفي أثناء زيارتنا لإحدى المشافي المستهدفة التي تقوم بتقديم الخدمات العلاجية للمصابين قابلنا أبا هلال (65 عاماً) من تلك المدينة وهو يئن من إصابة بالغة نالت من جسده النحيل تحدث بأنفاس متقطعة “الله على من يقتل شعبه وينتقم من يلي عم يساندهم في القتل والحصار، وكأنوا ما في رقيب أو حسيب على أفعالهم الإجرامية.. آه عظمة وقيمة مدينتنا جلبت لها الطامعين والحاقدين يلي همهم الوحيد أرض من دون سكان.. فناء أو ولاء”.
لم تميز القذائف بين مدني وصحفي أجنبي ففي الأرض المستهدفة قتال مستمر وحرب مفتوحة
حيث أفادت “القناة الأولى” الروسية نقلاً عن الشرق الأوسط، بأن فندقاً في مدينة حلب ينزل فيه الصحفيون الأجانب، بمن فيهم فريق هذه القناة وموظفو منظمات دولية تعرض لقصف عنيف.
حرب مفتوحة لا تميز نيرانها العمياء بين الجنسيات والأفراد فنيرانها وآلامها لا ينجو منهما أحد، لتكون معاناتهم شاهداً عينياً على معاناة الأهل في سوريا الجريحة.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد