” السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين، أتوجه بالشكر لسوريا الأسد، لسوريا حافظ الأسد لسوريا بشار الأسد”.
عبارات نطق بها حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله ضمن “برومو” لفيلم وثائقي تم عرضه على قناة العربية الإخبارية بعنوان “حكاية حسن” والذي أثار ضجة إعلامية كبيرة عبر القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يستعرض الفيلم سيرة حياة نصرالله الذاتية والسياسية، وكلماته التي ألقاها على المنابر لمناسبات مختلفة.
ويبدأ الوثائقي من مسقط رأس حسن نصرالله في حي “الكرنتينا” شرقي مدينة بيروت، ويسرد بعدها سفره إلى النجف في العراق ليتلقى العلوم الدينية الشيعية، ليظهر بعدها بدء حياته السياسية ضمن حركة أمل في البقاع اللبناني وانشقاقه عنها فيما بعد ويبدأ بتأسيس الحزب الخاص به بمساندة إيران والذي يعرف بحزب الله.
ويتحدث الفيلم أيضا عن بطولات نصرالله في لبنان ابتداء من المعارك والحروب التي خاضها ضد الاحتلال الإسرائيلي ، مرورا بحادثة اغتيال رفيق الحريري، وتدخل الحزب المباشر إلى جانب قوات النظام السوري بالحرب، وانتهاء باستيلائه على بعض المرافق السياسية في لبنان.
وكان عرض الفيلم على قناة العربية بمثابة صفعة لمتابعي القناة، والذين فوجئوا بمحتواه بعد أن كانوا متوقعين أثناء الإعلان عنه أن يسرد ويكشف جرائم قائد الحزب وممارساته القمعية منذ بدء تدخله في الحرب السورية حتى الآن، إلا أن الفيلم لم يأت بشيء جديد فما هو إلا وثائقي تمت هندسته ليكون هدية مقدمة من القناة لنصرالله، ليبين كفاحه المزعوم من خلال عرض شريط حياته.
حيث أبدى الكاتب الليبرالي تركي الحمد، استهجانه لمحتوى الفيلم قائلاً: “كنت كمن تلقى دلوا من ماء ثالج في يوم بارد بعد مشاهدة حكاية حسن.. وتأكدت من أنني أشاهد قناة العربية وليس أي قناة أخرى.. ما الذي يجري؟”.
وأضاف الحمد: “في حكاية حسن يظهر السيد بوصفه زعيما كاريزميا شق طريقه صغيرا بين الصفوف حتى أصبح عملاقا تبكي الجماهير لمجرد رؤيته.. أهذا هو ما نحتاجه اليوم؟”.
وبعد عرض الفيلم انهالت التعليقات عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعض كان ساخرا والبعض الآخر أخذ موقف الاستياء والدهشة، علق عبدالله المهاجر:” خطب مفتعلة ومصطنعة عبارة عن فقاعات خصوصا بعد ما أثبت زيفه وغدره بالشعب السوري الذي وقف معه يوما ما في مقاومته الزائفة مع إسرائيل، ثم ينصاع إلى سيده ومولاه خامنئي للغدر والفتق بالشعب السوري وهو مختبئ في الغار، لماذا لا ينزل الميدان؟! سيدنا علي رضي الله عنه كان ينزل الأسواق ويختلط بالناس ويرعى مصالحهم وهو أمير المؤمنين .. فأين أنت من علي البطل الهاشمي المغوار ..وشتان بين الثرى والثريا”.
وعلق سوري حر على الفيلم قائلا:” هل هذا فلم دعائي لحسن أم فلم لإظهار حقيقة هذا المنافق الكذاب قاتل أطفال السوريين .. أنتم لم تروون ما يفعله حزب الشيطان في سوريا من قتل للأبرياء وتدمير وتهجير وتجويع”.
ويرى بعض المحللون أن المبرر الوحيد وراء عرض مثل هذا الفيلم في قناة كالعربية والتي من المفترض أن تكون حيادية بعيدا عن صور التلميع والمباهاة، هو الكادر اللبناني الذي يعمل في القناة والمعروف بموالاته وتأييده لحزب الله، فهل سيكون عرض هذا الفيلم نقطة تحول وتغيير بمسار ومصداقية القناة في الأيام القادمة؟
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد