تصاعدت المواجهات بين القوات الأمريكية والمليشيات التابعة النظام الإيراني في سوريا. وأطلقت هذه الميليشيات عدة صواريخ وطائرات مسيرة على قواعد أمريكية في شرق سوريا يوم الجمعة. وجاءت هذه الهجمات رداً على الهجوم الانتقامي للقوات الأمريكية على مواقع المليشيات الموالية لنظام الملالي، حيث أسفر هذا الهجوم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل 19 مسلحاً من المليشيات.
رداً على هذا الهجوم، استهدفت القوات الأمريكية مستودع أسلحة ومركز مراقبة لقوات المليشيات في شرق سوريا بطائرتين من طراز F-15. وفي أعقاب الهجوم الأمريكي، استهدفت قوات المليشيات الموالية لنظام الملالي، مساء الجمعة، قاعدة تابعة للقوات الأمريكية في حقل كونيكو للغاز شرق مدينة دير الزور السورية. وفي خضم هذه الأحداث، تطرح أسئلة كثيرة أهمها إلى متى سيستمر النظام الإيراني في التدخل في شؤون المنطقة؟
ليس هناك من موضوع مهم يفرض نفسه بقوة على الصعيد الداخلي الإيراني وعلى الصعيد الدولي کما الحال مع موضوع التغيير السياسي الحقيقي في إيران خصوصًا وإن دور النظام وتأثيره قد تجاوز ليس الحدود الإيرانية فقط وانما حدود منطقة الشرق الأوسط بحالها بحيث جعل من قضية التدخلات الإيرانية في بلدان المنطقة، قضية تمس السلام والامن والاستقرار على المستوى الدولي، ولهذا فإنه وفي الوقت يطالب فيه الشعب الإيراني وبإلحاح بتغيير النظام، فإننا يجب أن نعلم بأن بلدان المنطقة والعالم تتطلع لإجراء تغيير سياسي في إيران يتم بموجبه وضع حد للتدخلات هذه.
هل التغيير السياسي ممکن في إيران في ظل النظام الإيراني القائم على أساس نظرية ولاية الفقيه؟ من صدق ذلك فإنه لايعلم شيئا عن أسس ومبادئ نظام ولاية الفقيه، فهذا النظام هو بمثابة حالة منغلقة على نفسها ومنعزلة عن العالم، فهو لايقبل أي تغيير مهما کان شکله ونوعه وحجمه ويؤمن بأمر واحد وهو إن أفکاره ومبادئه هي الصحيحة ولايمکن القبول بغيرها معتبرًا إياها غير صحيحة ويجب رفضها جملةً وتفصيلًا.
الشعب الإيراني الذي تم خداعه لفترة طويلة بشعارات الاصلاح والاعتدال وإيهامه بتحسين أوضاعه المعيشية، کما إن البلدان الغربية التي جرت لأکثر من 3عقود خلف سراب الاصلاحات والاعتدالات المزعومة وإحتمال حدوث تغيير من داخل النظام لکن صار واضحًا بأن کل ماقد زعمه النظام بهذا الصدد کان محض کذب وخداع، ولذلك فإن الانتفاضة الشعبية العارمة التي دخلت شهرها السابع والتي لايتمکن النظام من إخمادها تمامًا کعزلته الدولية وعدم الثقة به ووصول المحادثات النووية الى طريق مسدود، ولذلك فإن النظام قد وصل الى الحيز الذي يخشى منه کثيرًا وهو حيز الانهيار والسقوط لأن الانتفاضة الحالية تطالب وبجدية بالغة بتغيير هذا النظام والذي لايمکن أن يتم إلا بإسقاطه.
مع الاخذ بنظر الاعتبار التأثيرات الکبيرة لإنتفاضة 16 سبتمبر2022، من حيث جعلها قضية التغيير حيوية في إيران ولامناص منها، فإن ماقد صدر من قرارات دولية أخيرة وبشکل خاص القرار 100 الصادر عن الکونغرس الامريکي والقرار الذي صدر عن البرلمان الأوربي والذي طالب بتصنيف جهاز الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الارهابية، وتبعا لذلك تزايد إحتمالات إنهيار النظام لأن الاجواء کلها داخليًا وخارجيًا قد أصبحت ملائمة ومهيأة لذلك. وأخيرًا، السؤال الذي نبحث عن جوابه هو، هل يمكن للنظام الإيراني منع تدخلاته في دول المنطقة التي بدأت قبل 44 عامًا؟