رحبت كل من السعودية والإمارات ومجلس التعاون الخليجي بقرار وقف إطلاق النار في ليبيا أمس الجمعة، فيما عبر المندوب الليبي في الأمم المتحدة عن رفض حكومته أي مناورة أو تهديد.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية في بيان ترحيبها بمبادرة وقف إطلاق النار، مؤكدة “ضرورة البدء في حوار سياسي داخلي يضع المصلحة الوطنية الليبية فوق كل الاعتبارات، ويؤسس لحل دائم يكفل الأمن والاستقرار للشعب الليبي الشقيق، ويمنع التدخل الخارجي الذي يعرض الأمن الإقليمي العربي للمخاطر”.
كما وصفت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها وقف إطلاق النار بأنه “خطوة هامة على تحقيق التسوية السياسية”، مضيفة أن “الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الصراع في ليبيا، وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة”.
والجمعة، اتفق المجلس الرئاسي للحكومة الليبية المعترف بها دوليا برئاسة فايز السراج ومجلس نواب طبرق برئاسة عقيلة صالح الداعم للواء المتقاعد خليفة حفتر في بيانين متزامنين على الوقف الفوري لإطلاق النار.
والتقى البيانان في نقاط مشتركة، أبرزها وقف إطلاق النار، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
ولاقى الاتفاق ترحيبا دوليا وعربيا واسعا، في حين لم يصدر من طرف حفتر وقواته أي تعليق بهذا الخصوص.
كما دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف جميع الأطراف في ليبيا إلى “الالتزام بهذه الخطوة البناءة، والانخراط العاجل في الحوار السياسي، والعمل من خلال وساطة الأمم المتحدة للتوصل إلى حل دائم وشامل لإنهاء الاقتتال والصراع في ليبيا”.
من جهة ثانية، عبر مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني اليوم السبت عن رفض الحكومة الليبية أي مناورات أو تهديد في مبادرة وقف إطلاق النار.
وتساءل السني في تغريدة له على موقع تويتر “هل سيلتزم من أشعل الحرب على طرابلس ومن باركها ودعمها ثم انهزم فيها بوقف إطلاق النار؟ سنرى، لكن لن نقبل المناورات أو أي تهديد جديد”.
وأضاف أن هذه ليست أول مرة نقدم مبادرة للحل السلمي، وكنا وما زلنا نرحب بكافة المبادرات الصادقة، لكنه أكد رفضه تفصيلها على أشخاص، لأن للشعب حق تقرير المصير.
وشن حفتر -الذي يحظى بدعم مصر والإمارات والسعودية وروسيا- في أبريل/نيسان 2019 هجوما لانتزاع العاصمة الليبية طرابلس من حكومة السراج، مما دفع تركيا إلى التدخل دعما لحكومة الوفاق.
وتدور حرب بين الطرفين منذ تشكيل حكومة السراج في ديسمبر/كانون الأول 2015، وشكلت العائدات من حقول ليبيا النفطية مصدر خلاف أساسي بين الطرفين شهد عمليات حصار للموانئ النفطية استمرت لشهور.
وفشلت محاولات عدة رعتها الأمم المتحدة والجهات المنخرطة مباشرة في النزاع الليبي في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا خلال السنوات الأخيرة.
نقلا عن الجزيرة