تراجعت شركة أمازون في غضون ساعات قليلة عن مسألة حظر تطبيق تيك توك من الأجهزة المحمولة للموظفين، ووصفت عملاقة التجارة الإلكترونية الخطوة بالخطأ.
وأثارت هذه الأخبار اهتماما واسعا بمنصة التواصل الاجتماعي المملوكة للصين، وتأتي في الأسبوع نفسه الذي قال فيه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الولايات المتحدة تدرس حظر تيك توك، لأنه يشارك المعلومات مع الحكومة الصينية.
ولم يتضح على الفور سبب حظر تيك توك بواسطة أمازون، وقال أحد الأشخاص المطلعين على الأمر إن كبار التنفيذيين في أمازون لم يكونوا على علم بطلب حذف تيك توك من أجهزة الموظفين.
وتم إلغاء الحظر بعد أن ناقش ممثلو تيك توك وأمازون الأمر، وذلك وفقا لرسالة إلكترونية تم إرسالها إلى موظفي التطبيق الصيني.
وأرسلت شركة “ويلس فارغو” (Wells Fargo) -وهي شركة أميركية مختصة بالخدمات المالية- في وقت سابق من هذا الأسبوع مذكرة إلى الموظفين الذين قاموا بتثبيت تيك توك على الأجهزة المحمولة المملوكة للشركة تطالبهم فيها بإزالة التطبيق على الفور.
وقالت الشركة في بيان “بسبب المخاوف بشأن ضوابط تيك توك وممارساته المتعلقة بالخصوصية والأمن، ولأن الأجهزة المملوكة للشركة يجب أن تستخدم في أعمال الشركة فقط فقد وجهنا هؤلاء الموظفين بإزالة التطبيق من أجهزتهم”.
وقال متحدث باسم تيك توك “لم يتم الاتصال بنا بواسطة ويلس فارغو، ونحن منفتحون على التعامل معها بشكل بناء وإعلامها بالإجراءات التي اتخذناها لحماية أمن البيانات لمستخدمينا”.
وتسلط هذه الأحداث الضوء على الوضع الصعب الذي تواجهه الشركة الصينية المطورة للتطبيق “بايت دانس” (ByteDance) في الأيام الأخيرة.
وأصبح التطبيق الصيني من بين المنصات الرقمية الأسرع نموا على الإطلاق، ويخضع لتدقيق شديد في عدد من القضايا، من بينها معالجة بيانات المستخدم، كما حظرت الهند التطبيق والتطبيقات الصينية الأخرى في يونيو/حزيران الماضي.
وقالت شركة بايت دانس إنه يتم تخزين بيانات المستخدم في الولايات المتحدة مع نسخة احتياطية في سنغافورة، فيما قال أحد الأشخاص المطلعين على الأمر إن بيانات المستخدم يتم تخزينها بشكل أساسي في “غوغل كلاود” (Google Cloud) بمركز البيانات الموجود في فرجينيا.
لكن ذلك لم يمنع بومبيو من الحديث عن احتمالية فرض حظر على تيك توك في الولايات المتحدة، وعندما سئل عما إذا كان على الأميركيين تنزيله، قال لشبكة فوكس نيوز “فقط إذا كنت تريد أن تكون معلوماتك الخاصة في أيدي الحزب الشيوعي الصيني”.
وطلبت اللجنة الوطنية الجمهورية أمس الجمعة من أعضائها عبر البريد الإلكتروني عدم تنزيل تيك توك، كما ذكّرت أمس بالتوجيه الصادر في ديسمبر/كانون الأول والذي طلب من الأعضاء وقف تنزيل التطبيق.
وقدم عضوان جمهوريان في مجلس الشيوخ في مارس/آذار الماضي مشروع قانون يهدف إلى منع الموظفين الفدراليين من استخدام تيك توك على الهواتف الحكومية بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي بشأن جمع بيانات المستخدمين الأميركيين ومشاركتها مع الحكومة الصينية.
وحظرت البحرية الأميركية العام الماضي التطبيق من الأجهزة المحمولة التي تصدرها الحكومة، قائلة إنه يمثل تهديدا للأمن السيبراني.
وأطلقت الحكومة الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مراجعة بشأن استحواذ شركة بايت دانس على تطبيق “ميوزيكال. إل واي” (Musical.ly) للتواصل الاجتماعي مقابل مليار دولار.
وذكرت وكالة رويترز في وقت سابق إنه لمعالجة مخاوف بشأن ملكيتها الصينية اتخذت بايت دانس خطوات لتحويل مركز عملياتها بعيدا عن الصين.
وقال متحدث باسم الشركة هذا الأسبوع إنه يتطلع أيضا إلى إجراء تغييرات على هيكل تيك توك لنفس الأسباب.
نقلا عن الجزيرة