في مثل هذا اليوم يحتفل العالم أجمع من كل عام باليوم العالمي لحقوق الطفل، ضمن اتفاقية دولية وقعت عليها 191 دولة عام 1989، لكن ما حال تلك الدول من أطفال سوريا الذين دفعوا الفاتورة الأكبر من تلك الحرب الهوجاء، فقتلاهم بالآلاف ناهيك عن الجرحى والمعتقلين والمفقودين، فلتسقط كل الحكومات مع سقوط كل قطرة دم طفل سوري.
سوريا أسوء دولة في العالم في تلبية تلك الحقوق، وأخطر حكومة على الإطلاق، لأنها لم توفر حتى الأطفال من حقدها للانتقام من تلك الثورة الشعبية، والأفظع من ذلك لم يتوقف انتهاك حقوق الأطفال على نظام الأسد، بل تعدت حدود تلك الاتفاقية جميع الأطراف، مع جميع القوى الداعمة للنظام السوري.
إلا أن النظام الأسدي كان له الحصة الأكبر في سفك دم الطفل السوري، فقد قتلت 18 ألف طفلا حسب منظمة اليونسيف، لكن تعددت أساليب موتهم لترسم حكايات ألم سمعها العالم أجمع ولم يحرك ساكنا، فهنالك 10413 طفل معتقل في أقبية ذاك النظام حسب تقارير المنظمة، استشهد منهم 159 طفل تحت التعذيب بأشنع الطرق الغير الإنسانية، فلم يسلم الطفل نفسه لا في منزل أو شارع فإن 582 طفل استشهدوا برصاص القناص البعثي.
فالحكومة التي يتمت 20 ألف طفل بعد أبائهم، و5 آلاف طفل يتيمي الأم، لا نستغرب منها أن تدمر منزلهم الثاني داخل مدرستهم وتسلب منهم مستقبلهم عنوة لأن أكثر من نصف المدارس السورية قصفت ولامست ثقافتها التراب، فهنالك أكثر من مليونين طفل داخل سوريا منقطعين عن دراستهم.
سوريا متاهة ضاعت فيها كل المعايير الأخلاقية وتلاشت فيها كل الدساتير القانونية العالمية، فأظهرت حقيقة الدول الغربية الموقعة على تلك الاتفاقية الخاصة بالطفل، فهدرها لدم الطفل السوري رافق النظام الأسدي، فبعد دخول طيران التحالف الدولي إلى الأجواء السورية في 23 أيلول 2014، سقط أكثر من 75 طفل شهيد، بينما الغارات الروسية شاركت بقتل 86 طفل،. بينما مخيمات اللجوء في الخارج السوري، أضافت بعدا جديدا لمعاناة الطفولة، لأن 117 ألف طفل سوري ولدوا داخلها، ولم يحصلوا على أية أوراق ثبوتية تربطهم ببلدهم الأم سوريا.
فعاليات، تظاهرات، من قبل الناشطين بهذا المجال الذي يخص حقوق الطفل، في هذا اليوم العالمي، منظمة اليونسيف تقوم بعدة فعاليات ومهرجانات للتعريف به، والكل ينسى الطفل السوري الذي من المفترض أن يكون رمزا إنسانيا يعلو اسمه جميع تلك الفعاليات، فلا حقوق بقيت ولا حياة بريئة إلا وسرقت الحلاوة منها، لأن الطفل السوري الغريق البريء الأصغر في أعماق بحر الألاعيب السياسية.
المركز الصحفي السور ي- محار الحسن