انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تصور كيف أن قوات النظام تقوم بإخلاء البيوت من محتوياتها في سياراتها، فمن ضمن المسروقات برادات وغسالات وكثير من محتويات ذات القيمة العالية والتي يستطيع بيعها في مناطق أخرى مأهولة بالسكان، لينتشر فيديو آخر يعرض مفروشات كثيرة على قارعة الطريق منتشرة وتجد عناصر من مليشيات الأفغانية والإيرانية تفتش فيها علها تجد بين أغراض سكان المدينة الفارين من قصف الطيران الروسي ما هو ذات قيمة.
استطاع الطيران الروسي بغاراته الجوية المكثفة، وقوات النظام المدعومة بالمليشيات الإيرانية السيطرة على مدينة تدمر الأسبوع الماضي، بعد أن كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة لمدة عام كامل تقريبا، كالعادة اعتبر النظام مثل هذا الحدث نصرا لهم، فقد سجل ناشطون أكثر من 1000 غارة خلال أقل من شهر منها الكثير من القنابل العنقودية المحرمة دوليا.
كانت المدينة تحوي 5000 ألف مدني حسب ما وثق ناشطون لكن بكثافة الطيران ازدادت عملية النزوح ليبقى حوالي 5آلاف شخص، فقد ذاق من خرج من المدينة مرارة الموت، بسبب الخوف الدائم الذي كان يسيطر عليهم، بالإضافة لعدم تأمين ممرات آمنة لخروجهم، لذا لجأ البعض للخروج بشاحنات كبيرة تعرضت بعضها للقصف من قبل الطيران الروسي، ومنهم من اضطر إلى المشي لمسافة 12 كيلومترا على الأقدام للوصول لمكان شبه آمن.
سرقة المليشيات الداعمة للنظام مدينة تدمر لم تقتصر على البيوت، بل شملت تدمير الآثار فقد صور ناشطون القصف الروسي على المواقع الأثرية، التي تعتبر من أهم الآثار في الشرق الأوسط، فقبل عام حين سيطر تنظيم الدولة عليها قال مدير العام للآثار والمتاحف في سوريا كما نقلت على لسانه قناة “بي بي سي” العام الماضي:” إن مقاتلي تنظيم الدولة نسفوا قوس النصر وهو من الآثار الرئيسية في مدينة تدمر الأثرية بعد أن دمروا معبدين أثريين”.
حالات سرقة قوات النظام سجلها الناشطون في أغلب المناطق التي يدخلها النظام، ليعبر السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي بوصفهم له “جيش التعفيش “، ورجحوا ذلك لأن النظام يلقي بعناصره دون تأمين مدخول مادي لهم، ليكون الحل الوحيد لهم هو سرقة بيوت المدنيين وبيعها بأرخص الأسعار.
أماني العلي …
المركز الصحفي السوري