ارتفعت حدة المعارك في اليوم الرابع للهجوم الذي تشنه قوات المعارضة السورية على النظام السوري، في محاولة لكسر الحصار عليها، وإعادة فتح طرق إمدادات إلى المناطق التي تسيطر عليها بالمدينة، بعد أن شدد جيش النظام وحلفاؤه من الروس والإيرانيين ومليشيا حزب الله الحصار على تلك المناطق الأسبوع الماضي.
وأعلنت الفصائل المعارضة، التي تضم جبهة فتح الشام -جبهة النصرة سابقا- وأحرار الشام وكتائب للجيش السوري الحر، بدء معركة جديدة؛ للسيطرة على حي الراموسة، ونشروا شريط فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوثق الانطلاقة.
وأظهرت لقطات قوات المعارضة محتشدة في الراموسة، وتطلق قذائف دبابات ومدفعية صوب القوات الموالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
وإذا استطاعت المعارضة السيطرة على حي الراموسة الواقع على الأطراف الجنوبية الغربية لحلب، ستتمكن من فتح طريق إمداد نحو الأحياء التي يسيطرون عليها في شرق وجنوب شرق حلب من جهة، وقطع طريق إمداد رئيسي لقوات النظام والمدنيين في الأحياء الغربية من حلب من جهة أخرى.
النظام يتقدم بمساعدة الروس
وبعد أن شن مقاتلو المعارضة السورية هجوما كبيرا على المناطق التي يسيطر عليها النظام في جنوب غرب حلب، حققت قوات الأسد مدعومة بغطاء جوي روسي تقدما في جنوب غرب المدينة، لتخسر المعارضة مناطق كانت سيطرت عليها قبل أيام معدودة.
وأفاد مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، بسيطرة قوات النظام خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية على “تلتين وقريتين عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة حلب بغطاء جوي روسي كثيف”.
وقال عبد الرحمن: “شنت قوات النظام هجوما مضادا؛ لامتصاص الهجمة العنيفة التي نفذها مقاتلو الفصائل”، مضيفا: “لم يحقق هجوم الفصائل المعارضة حتى الآن النتائج التي كانت متوقعة في هذه المرحلة”.
وكتب موقع المصدر الإلكتروني المقرب من النظام السوري: “بعد معركة طويلة وقاسية” تراجعت الفصائل المقاتلة، ليصبح “الجيش السوري مسيطرا بشكل كامل على منطقة الراموسة”.
وظهر في شريط فيديو حصلت عليه العشرات من المقاتلين، يحملون أسلحة رشاشة، ويطلقون القذائف، خلال المعارك على جبهة الراموسة مساء الثلاثاء.
لكن، في الوقت ذاته، تشدد المعارضة أن طريق الراموسة في طريقه “للتحرير”، حيث يقول أحمد سلطان، أحد القادة الميدانيين في حركة “أحرار الشام”، “بإذن الله، سنفتح اليوم طريق الراموسة”.
لكن، ونتيجة الغطاء الروسي الكثيف، لم تتمكن الفصائل المقاتلة من تثبيت مواقعها، وفق عبد الرحمن، الذي أشار إلى أنها لا تزال تسيطر على أربع تلال استراتيجية وقرية صغيرة ومدرسة.
وأدت المعارك منذ بدء الهجوم، الأحد، إلى مقتل خمسين من مقاتلي الفصائل والجهاديين المتحالفين معهم، والعشرات من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها، بحسب المرصد.
أسبوع استهداف المستشفيات
وفي الأثناء، قالت جماعة حقوقية مقرها الولايات المتحدة إن قوات الحكومة السورية شنت ضربات جوية على ستة مستشفيات في منطقة حلب خلال أسبوع، في هجمات ترقى إلى جرائم حرب.
وقالت جماعة “أطباء من أجل حقوق الإنسان” إنه كان أسوأ أسبوع من الهجمات على المنشآت الطبية في منطقة حلب منذ بداية الصراع السوري قبل خمس سنوات. وقتل في الصراع ما يربو على 250 ألف شخص.
وأضافت الجماعة -ومقرها نيويورك- أن المنشآت الطبية استهدفت في الفترة من 23 إلى 31 تموز/ يوليو/.
وكانت حلب، المدينة والمحافظة، بين أكثر المناطق تضررا من احتدام أعمال العنف، في حين أخفقت جهود السلام في وقت سابق هذا العام، وانهار وقف هش لإطلاق النار.
وقالت ويدني براون، مديرة برامج جماعة “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، في بيان: “منذ حزيران/ يونيو شهدنا تقارير متزايدة عن هجمات على المدنيين في حلب، وضربات على البنية التحتية الطبية المتبقية في المنطقة”.
وأضافت براون: “كل هجوم من هذه الهجمات يمثل جريمة حرب”.
إيران تجدد دعمها
بدوره، أشاد علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، “بالمكاسب التي حققها الجيش السوري في حلب”، وأكد استمرار الدعم الإيراني للجانب الحكومي السوري.
وقال بروجوردي للصحفيين خلال زيارة لدمشق، حيث التقى مع هدية عباس رئيسة مجلس النواب السوري: “الانتصارات التي حققها الجيش السوري -لاسيما في حلب- تنبئ بنصر أكبر”.
وأضاف أن إيران ستقف إلى جوار الشعب السوري البطل، وتواصل دعم سوريا “في حربها ضد الإرهاب”.
وتأتي زيارته لدمشق بعد ثلاثة أيام من زيارة المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا لإيران؛ لمناقشة الأزمة السورية وإمكانية استئناف محادثات السلام في جنيف الشهر الجاري.
عربي21