تحذر جهات إسرائيلية من ازدهار تجارة المخدرات وخدمات الجنس التي يقوم بها إسرائيليون داخل الإمارات ومن تبعاتها على علاقات التطبيع معها. وبعد صحيفة “يديعوت أحرونوت” والقناة العبرية 13 بثت ليلة أمس القناة العبرية 12 أيضا تحقيقا عما وصفته بـ”المتاجرة غير الأخلاقية” الإسرائيلية في الإمارات وكشفت عن نقل رؤساء عصابات إجرام إسرائيلية نشاطاتهم ومكان عملهم من دول شرق أوروبا إلى الإمارات.
ونقلت القناة العبرية عن مصادر في الشرطة الإسرائيلية قولهم إن الحديث يدور عن مجرمين إسرائيليين هربوا من إسرائيل وصلوا دبي بجوازات سفر أوروبية مزورة من أجل إدارة تجارة الكوكائين والبغاء من الإمارات.
وقالت القناة إن إسرائيليين كثرا أعضاء في منظمات إجرام يديرون نوادي بغاء ليلية في دبي بالتعاون مع مواطنين إماراتيين، منوهة إلى أن هؤلاء يقدمون خدمات سياحية للسائحين الإسرائيليين تشمل جولات في الصحراء ورحلات تسوق وخدمات جنسية من خلال مواخير تشغّل فتيات آسيويات وروسيات وأوكرانيات.
تحقيق صحافي إسرائيلي جديد عن سياحة الإسرائيليين في الإمارات
وحسب القناة 12 دفع هؤلاء المجرمون الإسرائيليون ملايين الدراهم من أجل الدخول في شراكات مع جهات إماراتية تدير مثل النوادي المشبوهة. وتتابع: “المهمة الأصلية لهؤلاء العمل في تجارة الكوكائين وكل أنواع المخدرات لكن القانون الإماراتي صارم من هذه الناحية ولذا قرروا الانتقال للمتاجرة بالنساء من خلال امتلاك شقق وعمارات وفتح مواخير ونواد مختصة بالسهرات والحفلات الماجنة فيها”.
رحلات سياحية للتغطية على الغاية السرية
وتوضح القناة 12 أن المجرمين الإسرائيليين بدأوا في الشهرين الأخيرين بتنظيم رحلات سياحية للإسرائيليين تشمل زيارة “نوادي الفتيات المرافقات” مقابل 1200 دولار لكل زائر لمدة أربع ليالي تماما كما فعلوا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي في رومانيا وتشيكيا وهنغاريا.
وتنقل القناة عن مصادرها في الشرطة بهذا المضمار قولهم إن هؤلاء ربحوا ملايين الدولارات من المتاجرة بالنساء والقمار في دول شرق أوروبا التي بلغها الإسرائيليون بقطار جوي من إسرائيل واليوم يستنسخون أفعالهم في الإمارات. وتضيف: “يعمل رؤساء العصابات الإسرائيلية في دبي اليوم بنفس الطريقة ويحاولون تبييض أموالهم بعيدا عن عيون الشرطة وسلطات الضرائب وذلك من خلال الاختباء خلف شركات سياحية ووكلاء سفر محليين في دبي بهدف التمويه والتستر على أموالهم وأرباحهم”.
وتشير لازدهار النوادي الليلية والمواخير في الإمارات خاصة في دبي منذ توقيع اتفاق التطبيع في أيلول/ سبتمبر المنصرم. ويقول إسرائيلي يدعى “نير” للقناة 12 إنه يعمل في مجال سياحة الزنا الإسرائيلية في الإمارات وإنه يدير عددا من نوادي الفتيات المرافقات. ويتابع: “هناك طلب كبير جدا على هذه الخدمات هنا وهذا يذكّر بما كان في دول شرق أوروبا غداة انهيار المعسكر الاشتراكي”.
ألبوم صور للفتيات المرافقات
كما يقول نير إن الإسرائيلي يدفع في دبي أقل مما كان يدفعه في رومانيا مقابل خدمات الجنس لافتا إلى أن “مرافقة الفتاة” ليوم واحد تكلف من 700 إلى 2000 درهم.
وكشفت مديرة نادي فتيات مرافقات تدعى هيلين أنها شريكة مع إسرائيلي يقوم باستدراج أعداد هائلة من السائحين الإسرائيليين بعد إرسال صور للفتيات المرافقات لهم لحضهم للسفر لدبي. وتتابع: “معظم الإسرائيليين بخلاء ويفرطون في التفاوض حول الأسعار فهم يتجادلون حول كل درهم. عندي كاتالوغ صور للفتيات ويتم اختيار السائح للفتاة حسب الصورة ويسدد السعر عدا ونقدا أو بالفيزا وبعضهم يتواصلون معنا عبر تطبيق “تيندر” المختص بهذا المجال وهناك شباب وهناك كبار بالسن يأتون من إسرائيل خصيصا”.
وكشفت عن حالات رفض فيها إسرائيليون تسديد الأثمان حتى تم تهديدهم باستدعاء الشرطة وعندئذ دفعوها وفي حالات أخرى اعتدى إسرائيليون سكارى على الفتيات المرافقات. وتابعت: “في حوادث أخرى شتم إسرائيليون الفتيات المرافقات بعدما حاولوا تجنيدهن للعمل في البغاء خارج نطاق النادي. الإسرائيليون برابرة وكأنهم لم يروا سيدة في حياتهم وهذا مؤسف”.
وفي التحقيق التلفزيوني يلخص إسرائيلي مجهول الهوية متداخل في سياحة البغاء الإسرائيلية في الإمارات بالقول: “لا توجد في الإمارات زانيات يقفن على قارعة الطريق كما في دول أخرى في العالم لكن الظاهرة تتم في الغرف المغلقة داخل الفنادق والنوادي الليلية وشقق خاصة يتم استئجارها خصيصا. هنا أرباح الإسرائيليين كبيرة وصافية لعدم وجود ضريبة وتبلغ مئات ملايين الدولارات في الشهر وأكثر”.
عار سياحة الجنس ما يحدث في دبي
وحذرت معلقة إسرائيلية من استمرار ما وصفته بـ”عار سياحة الجنس الإسرائيلية في دبي” وقالت إنه “من المحظور أن يصبح السلام المبارك والهام مع الإمارات مدخلا لسياحة جنس مرعبة مثلما يمكن أن نرى في دول أخرى أصبحت مقصدا منشودا”.
وتقول المعلقة حن آرتسي سرور إن معادلة الإجازة الرخيصة، الدولة الأجنبية وجموع السياح من كل العالم، تعطي على نحو دائم تقريبا نتيجة بشعة من سياحة الجنس المزدهرة. وقالت إنه بناء على ما يتضح من تحقيقات صحافية متتالية فقد باتت دبي حلما للزناة. وتابعت: “من جهة أخرى – تبث دبي عالمية واعدة، اعتبارية وزهيدة الثمن في نفس الوقت. دولة معظم من تلتقون في شوارعها ليسوا أبناء المكان بل هم سياح ورجال أعمال من الخارج. بفضل كونها مبرمجة جدا، مصنعة، أصبحت دبي خارج النطاق الإقليمي. مجال فيه تنطبق قواعد أخرى، والحدود فيه يمكن اقتحامها دون عراقيل. في اتحاد الإمارات تطبق قواعد عفة متشددة للغاية على النساء. المرأة التي تقيم علاقات جنسية قبل الزواج قد تعاقب بالسجن، والنساء لا يمكنهن أن يكن في مناصب القيادة وقلة جدا من النساء يعملن”.
وتقول المعلقة الإسرائيلية في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” إنه رغم أن البغاء محظور حسب القانون، إلا أنه يزدهر في الإمارات وفي نظرة أولى يخيل أن ثمة تناقضا بين العفة القسرية على النساء وبين صناعة الجنس المزدهرة. وتتابع: “لكن عمليا في الواقع يتدبر الأمران على نحو ممتاز معا. النساء الإماراتيات مقيدات باسم العفة والنساء الأجنبيات يستوردن كي يلبين الغرائز للرجال كون هؤلاء وأولئك معا هن غرض فقط. هذان هما وجهان لعملة مشوهة واحدة لا ترى في النساء متساويات. هن جسد يمكن الاستمتاع والمتاجرة به. نساء مملوكات، أي بملكية محلية – هن مقدسات. أما النساء الأجنبيات – فهن مستخدمات. والتناقض المحبط قائم في الحضارة منذ فجر التاريخ”.
قوة الاغتراب
وضمن محاولة تفسير الظاهرة تقول إنه من أجل شرح هذه الظاهرة السيئة ينبغي أن نفهم قوة الاغتراب وإنه عندما لا يشعر السائح الإسرائيلي بأنه في البيت، ويلتقي نساء لسن محليات بل أجنبيات هن أنفسهن، يكون سهلا أكثر عليه أن يرتكب أفعالا سيئة جدا بدعوى أنهن لسن مرتبطات به أو بشخصيته. وتضيف: “من حيث ما يحدث في دبي يبقى في دبي. بالضبط مثل لاس فيغاس، التي أصبحت امبراطورية قمار لأنها تنجح في قطع الزائرين لها عن بعدي الزمان والمكان وتخلق لهم الوهم المطلق، هكذا اتحاد الإمارات. مواقع سياحية كهذه تساعد السائح على أن ينقطع بشكل كامل عن شخصيته، عن عالم قيمه والتزاماته. كما أن حقيقة أن النساء أنفسهن لسن إسرائيليات أو إماراتيات تسهل على هذه القطيعة الوجدانية والقيمية. فهؤلاء لسن أفضل بناتنا بل لحم أجنبي. ليست امرأة لحم ودم بل غرضا لإشباع الغرائز”.
وضمن تحذيراتها تتساءل متى تنشأ من جديد صلة الانتماء؟ عندما تتفجر قضية على نمط الحدث الخطير في آيا نابا، حين تقضي عصبة من الفتيان الإسرائيليين ليلة مع فتاة بريطانية ثملة تستجدي حياتها. ومع أن الملف الجنائي أغلق في قضيتهم (ضمن أمور أخرى بسبب تحقيق ضعيف والاستئناف سبق أن رفع) ولكن من الواضح أن ما حصل في الإجازة القبرصية إياها ليس أخلاقا وليس منطقيا حتى وإن لم يصل إلى المستوى الجنائي (الإشكالي للغاية). الفتيان من آيا نابا استقبلوا في إسرائيل كأبطال واعتبروا أبناء عائلات أفشلتهم المرأة الأجنبية في الدولة الأجنبية. صلة الانتماء تنشأ فقط عندما يعود الأبناء إلى حدودهم.
وتخلص حن سرور للقول محذرة إنه “محظور للسلام المبارك والهام مع الإمارات أن يصبح مدخلا لسياحة جنس رهيبة وإصلاح كهذا يبدأ أولا عندنا بإلغاء الغربة وخلق الصلة الأساس بين أفضل أبنائنا وبين الثمن الذي قد يدفعوه. فليعرف كل رجل بأن الخطايا الأخلاقية في الأراضي الأجنبية ستدفعه ثمنا باهظا في إطار دوائر انتمائه، هنا في البيت”.
نقلا عن القدس العربي