كشف القائد السابق لحلف شمال الأطلسي “ناتو”، الجنرال الأمريكي المتقاعد، ويسلي كلارك، أن استراتيجية روسيا في سوريا هي الإبقاء على تنظيم الدولة والنظام، وتخيير العالم بينهما، وسجل أن إيران تريد سوريا ممرا لها إلى البحر المتوسط.
وقال الجنرال الأمريكي المتقاعد، ويسلي كلارك، في مقابلة مع شبكة CNN، نشرتها الخميس، إن الاستراتيجية الروسية في سوريا تقوم على محاولة إبادة التنظيمات المعارضة للنظام وترك العالم بين خيارين، داعش أو بشار الأسد.
وأضاف كلارك، أن “تحرك حلف الناتو ضد التنظيم المتطرف ردا على الهجوم الذي استهدف باريس يتطلب تحركا أمريكيا يجر خلفه دول التحالف”.
وقال كلارك، تعليقا على نشر تنظيم الدولة لتسجيل يظهر فيه إعدام من وصفه بأنه “جاسوس” روسي: “قتل داعش لأحد الروس بتهمة التجسس دليل أولا على وجود جواسيس من روسيا على أرض المعركة في سوريا. أما كيفية رد بوتين على العملية فهو أمر غير واضح عند هذه المرحلة”.
وشكك ويسلي كلارك، بحقيقة نوايا روسيا قائلا: “نعتقد أن استراتيجية بوتين هي إبادة كل القوى المعارضة لبشار الأسد والتي هي خارج إطار تنظيم الدولة “داعش” وجعل العالم بين خيار من اثنين، إما داعش أو الأسد.
وأوضح: “لذلك فإن الاستراتيجية الغربية هي توحيد القوى الموجودة ضد داعش، ونحن في حالة تناطح مع بوتين، ولا أظن أن قطع رأس جاسوس روسي سيبدل الوقائع”.
وتابع كلارك بالقول: “بوتين أعلن بكثير من المرات نيته ضرب جميع القوى الإرهابية بما فيها داعش، ولكن نسبة قليلة جدا من ضرباته استهدفت التنظيم بالفعل، بل إن معظمها انصب على الجيش السوري الحر وتنظيمات أخرى تحظى بالدعم الغربي”.
وحول إمكانية تحرك حلف شمال الأطلسي لضرب داعش والدفاع عن فرنسا بعد هجوم باريس كما حصل بعد هجمات نيويورك في 11 سبتمبر قال كلارك: “يمكن للحلف القيام بذلك، ولكن الأمر سيحتاج إلى أن تطلب أمريكا، -وهي الدولة الأكبر في الحلف-، منه الانضمام إليها لتنفيذ ذلك، وهذا لم يحصل بعد. علينا ألا ننسى أن أمريكا لم تطلب تفعيل البند الخامس من معاهدة حلف الأطلسي عندما تعرضت لهجوم سبتمبر عام 2001، وإنما في عام 2005”.
واستطرد الجنرال الأمريكي المتقاعد بالقول: “الأمر الأهم أن القضية تتعلق بمستقبل تركيبة الشرق الأوسط، ومستقبل سوريا، وما إذا كانت تلك الدولة ستصبح أرضا خاضعة للنفوذ الإيراني، وتسمح للإيرانيين بالوصول عبر العراق، إلى سواحل المتوسط في لبنان ومحاصرة تركيا وعزل السعودية، أم أنها ستكون دولة سنية ليس فيها مكان للمسيحيين والعلويين وستشكل خصما للدولة العراقية الخاضعة لسيطرة إيران”.
وختم كلارك بالقول”، “هنا تبرز أهمية الدبلوماسية ومؤتمر فيينا الذي يمكن له جمع الأتراك والإيرانيين والسعوديين والعراقيين والسوريين من أجل مقاتلة عدو مشترك هو داعش، ولكن بانتظار حل المشكلة الهيكلية المتعلقة بالمنطقة فالجميع سيواصلون القتال بأهداف مستقلة ودون بذل الكثير من المجهود”.
عربي21