قال زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان وليد جنبلاط إن التدخل العسكري الروسي في سوريا يهدف إلى إقامة ملاذ آمن لبشار الأسد فيما لو سقطت دمشق بيد الثوار.
وتحدث جنبلاط في حلقة الأربعاء (7/10/2015) من برنامج “بلا حدود”، عن التدخل العسكري الروسي الإيراني في سوريا، وانعكاساته على خرائط المنطقة ودولها وشعوبها.
ويرى السياسي اللبناني الذي يؤيد الثورة السورية ويعتبر نظام الأسد “وحشيا”، أن التموضع الروسي الحالي في قاعدة طرطوس وجوارها يشير إلى أنها ترسم بالدم خريطة جديدة لسوريا فيما يسمى بالساحل العلوي، حتى إذا خسر النظام تبقى له محمية روسية.
وأكد جنبلاط: روسيا لا تريد ولن تقبل بإسقاط الأسد بأي ثمن، ولذلك عززت قواتها في طرطوس، وستحاول إعادة السيطرة على المناطق التي احتلتها المعارضة.
وأضاف أن روسيا بتدخلها بهذا الشكل في سوريا تحاول القيام بضربة استباقية في مواجهة العالم العربي والعالم السني بالتحديد، ولحماية نفسها لأن هناك ثلاثين مليون مسلم سني في روسيا، لا سيما في المناطق شبه المستقلة، وكأنها توجه لهم رسالة بأن ما تفعله في سوريا يمكنها أن تفعله معهم ضد أي تمرد.
وبشأن مباركة ودعم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية للحرب على سوريا، وإظهار الأمر على أنه حرب مقدسة؛ يرى السياسي اللبناني أن هذا “ضرب من الحماقة. إن غرور بوتين أوصلهم لهذه الحماقة والمغالطة التاريخية”، محذرا من أنهم بذلك سيقضون على ما تبقى من مسيحيين في المنطقة العربية، وسيخلقون شعورا معاديا للمسيحيين في سوريا.
وأضاف أن ما يهم الروس هو الصراع بين العرب والمسلمين في المنطقة، بين الشيعة والسنة وغيرهم، مؤكدا أن المنطقة العربية مشتعلة بالفعل، والمسيحيون هم أبرز الخاسرين، فقد خسروا في العراق، وقد يهاجرون من سوريا.
ويرى جنبلاط جوانب اختلاف بين نموذج التدخل الروسي في أفغانستان وبين تدخلها في سوريا، وقال “الموضوع يختلف، كنا في مرحلة الصوملة السورية والآن نحن في الأفغنة”، لكنه أكد أن روسيا ستدفع ثمنا كبيرا، يدفعها في ذلك “جنون العظمة”، وقد يكون الثمن هو تقسيم سوريا.
المصدر: عكس السير