الأناضول – انتقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، البيان الصادر عن حكومة بلاده، الإثنين، بخصوص أزمة وقف مساعدات التسليح السعودية، واصفاً إياه بـ”بيان الشِعر”.
وقال جعجع في مؤتمر صحفي، عقده، الثلاثاء، في مقر إقامته في معراب (شمال العاصمة اللبنانية بيروت) إن “الأزمة في مكان والبيان في مكان آخر”.
ودعا الحكومة الطلب من “حزب الله”، “الانسحاب من كل المواجهات” التي يخوضها بوجه الدول العربية في سوريا، والعراق والبحرين، واليمن.
وتابع “كان أجدى على الحكومة وضع أصبعها على الجرح، والتوجه إلى وزراء حزب الله بعدم اللعب بمصير اللبنانيين وبأمنهم ولقمة عيشهم”، متسائلا “أين هي الوحدة الوطنية من قتال حزب الله في سوريا ومن خوضه مواجهات شاملة على مستوى المنطقة ككل، وأين هي هذه الوحدة الوطنية من التهجم على السعودية؟”.
وشدد أن “المشكلة لا تحل ببيان وزاري، فالوضع الداخلي من سيء الى أسوأ لاسيما وأن هناك من يصادر قرار الدولة (في إشارة لحزب الله)”.
ولفت رئيس “القوات اللبنانية” الى أنه “على الحكومة أن تعمل على استقامة الأمور، فأزماتنا أعمق بكثير مما ظهر في بيان مجلس الوزراء”، مؤكدا أنه “من الأفضل للحكومة أن تستقيل على أن تعمد الى اتخاذ هكذا مواقف، ولكن في البداية كان يجدر بها طرح المشكلة كما هي ومحاولة معالجتها”.
يشار إلى أن رئيس الحكومة الأسبق، وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري، ناشد أمس، خلال مؤتمر صحفي، العاهل السعودي، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي بـ”عدم التخلي عن لبنان، والاستمرار في دعمه واحتضانه”، مشددا على “عدم السماح بسقوطه في الهاوية الإيرانية، و أنه لن يتمكن أحد من إلغاء عروبته”. والإستمرار في دعمه وإحتضانه”.
يذكر أن الرياض أعلنت الجمعة الماضية، إيقاف مساعداتها المقررة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق فرنسا، وقدرها 3 مليارات دولار أمريكي، إلى جانب إيقاف مليار دولار أمريكي مخصصة لقوى الأمن الداخلي اللبناني.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، عن مصدر مسؤول لم تسمه في الخارجية، قوله إن القرار، جاء بعد أن قامت الرياض “بمراجعة شاملة” لعلاقاتها مع لبنان بما يتناسب مع مواقف الأخيرة، التي وصفها المصدر بأنها ” مؤسفة وغير مبررة” و “لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين”، كما أنه جاء على خلفية “المواقف السياسية والإعلامية التي يقودها حزب الله ضد المملكة، وما يمارسه من إرهاب بحق الأمة العربية والإسلامية”.
كما أكد رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، أمس بعيد اجتماع مطول لحكومته، أن بلاده “لن تنسى أن السعودية وباقي دول الخليج، احتضنت ولا تزال، مئات الآلاف من اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب”، مشدداً على ضرورة “تصويب العلاقة بين بلاده وأشقائه وإزالة أية شوائب”.
وحمّلت “قوى 14 آذار” في لبنان (المعارضة للنظام السوري)، الأسبوع الماضي، حزب الله وحلفائه مسؤولية “افتعال المشكلة” مع دول الخليج”، رافضة تحويل البلاد إلى “قاعدة لمعاداة العرب”.
وكان وزير العدل اللبناني، أشرف ريفي، قدم استقالته من الحكومة، الأحد، مطالبًا إياها بـ “تقديم اعتذار للمملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها، والاستقالة، قبل أن تتحول إلى أداة كاملة بيد حزب الله”.