أكدت جبهة فتح الشام أنها لم تستغرب قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجديد باستهداف قادة الجبهة في سوريا، معتبرة أن الولايات المتحدة تهدف من خلال هذه القرارات إلى النيل من “شوكة أهل السنة” جميعاً متمثلة بجميع الفصائل، عبر كسر القوة العسكرية لـ”فتح الشام”، تطبيقاً للمشروع الأمريكي بتمكين إيران في المنطقة، وإضعاف أهل السنة وتحويلهم لأقلية.
الولايات المتحدة تعمل على كسر القوة العسكرية لجبهة فتح الشام
وأكد المتحدث الرسمي باسم جبهة فتح الشام “حسام الشافعي” في تصريح خاص لـ” أورينت نت” أن “القرارات الأمريكية الجديدة تأتي ضمن سلسة الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد الثورة السورية، وقبل أن تفرض عقوبات على أشخاص معينين داخل فتح الشام، فقد فرضت ما هو أقسى وأشد على ثورة الشام، وحالت دون نجاحها، بل وساهمت إلى حد كبير في دعم نظام الأسد، وإفساح المجال للروس والميليشيات الإيرانية بالتدخل وقتل المدنيين وتدمير البنى التحتية”.
وشدد “الشافعي” على أن واشنطن اتخذت قراراً في السابق بمحاربة الشعب السوري، وتقويض ثورته، وكل من يقف بوجه ذلك سيصنف ويعاقب.
مشروع واشنطن تمكين إيران في المنطقة وإضعاف أهل السنة وتحويلهم لأقلية
وأشار “الشافعي” إلى أن الثورة السورية سُلبت منها العديد من مقومات نجاحها ومكامن قوتها، كالإرادة الحرة والقرار المستقل في بعض الملفات، إلا أنها لا زالت تحتفظ بقوتها العسكرية وقادرة على إحداث تغيير في الميدان يصاحبه تغيير في السياسات والمواقف، وخير مثال على ذلك فك الحصار عن حلب في المرة الأولى، وهذه القوة تشكل “فتح الشام” جزءاً كبيراً منها إلى جانب إخوانها من الفصائل الأخرى، فالقوة العسكرية التي تملكها فتح الشام بفضل الله يحاول أعداؤنا كسرها وإبعادها عن المعادلة بالهدنة تارة وبالاستهداف تارة وبالعزل عن باقي الفصائل تارة، مشيراً هنا إلى دعوة المبعوث الأممي إلى سوريا “ستيفان دي مستورا” لإخراج جبهة فتح الشام من حلب حتى يسهل عليهم تمكين نظام الأسد والميليشيات الرافضية وإتمام العملية العسكرية هناك.
وأضاف “أي فصيل سيقوم بالدور ذاته ويمثل الشوكة والقوة لأهل السنة في الشام سيلاقي نفس القرارات، فهذا الأمر يعد من الخطوط الحمراء التي لا تقبل به الولايات المتحدة، فمشروعها اليوم يصب في التمكين لإيران في المنطقة فهي الحليف القادم، وإضعاف أهل السنة وتحويلهم لأقلية.
كل سني أو فصيل سني هو على قائمة الاستهداف الأمريكي
وحول الأمر الذي أصدره الرئيس الأمريكي باراك أوباما لوزارة الدفاع (البنتاغون) بتحديد أماكن قادة “جبهة فتح الشام في سوريا واستهدافهم، بحسب ما كشفته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، في عددها الصادر الخميس، قال الشافعي : علينا أن ننظر إلى ما هو أبعد من هذا التوجيه، فقد اختارت أمريكا رئيسها ووجهها الحقيقي، الرئيس ترامب، صاحب اللسان السليط والتصريحات العنصرية الهمجية، فهو يستهدف جميع المسلمين ولا يخفي حرصه على بقاء الأسد وثنائه عليه في محاربة الإرهاب، ففي هذا الإطار لا نستغرب تصريحات موجهة من سابقه باستهداف من يقاتل ويواجه مشروع أمريكا في المنطقة بإبقاء نظام بشار وتسليم المنطقة لإيران”.
وأضاف الشافعي “كل سني أو فصيل سني هو على قائمة الاستهداف، وبدل أن نحلل ونغرق أنفسنا بما ينتظرنا من ترامب أو ما الذي ينتظرنا في حال تغيرت السياسيات، علينا أولاً أن نعيد دراسة أولوياتنا ونحدد أهدافنا ونثق بأنفسنا، نحن اليوم في الشام شوكة أهل السنة وسدها الأول، وهنا أتكلم عن جميع المجاهدين من الفصائل، فينبغي أن نتخلى عن الترف الفكري لخلافاتنا، ونأخذ بعين الاعتبار حال أهل السنة في الشام، ونوسع دائرة استيعابنا، عندما نقول كل من هو في دائرة الإسلام مستهدف، فعليه يجب أن يكون هذا منطلقنا في المعركة والكل مسؤول”.
وأردف “فتح الشام أو أحرار الشام أو غيرهم هذه مجرد مسميات وما يعني أهل السنة هو المشروع والهدف، ولن تحرم الأمة من يحمله ويدافع عنه”.
جبهة فتح الشام “صمام أمان للثورة والجهاد”
وتابع “أما بتوجيه استهدافنا من قبل الرئيس الأمريكي فهنا يأتي دور أهلنا وإخواننا من الفصائل بالذب عنا والدفاع عنا بالبيانات والمظاهرات، ولهم منا مواصلة الطريق والجهاد، فليست المسألة فتح الشام فحسب إلا أننا نشكل صمام أمان لهذه الثورة والجهاد، ونحمل المسؤولية للجميع بأن يقوم الجميع بمسؤوليته ودوره بما يستطيع، فلم تبخل فتح الشام يوماً بالتضحية والبذل وما تقوم به لأجل الساحة يعترف فيه العدو قبل الصديق وسنبقى كذلك فلن يضيرنا أن نستشهد على أيدي القصف الروسي أو الأمريكي طالما أننا نجاهد نصرة للمستضعفين وإقامة لهذا الدين”.
الولايات المتحدة تستهدف شوكة أهل السنة
وحول إصرار الولايات المتحدة على الربط بين تنظيم “القاعدة” وجبهة فتح الشام، رغم إعلان الأخيرة عدم ارتباطها بأي جهة خارجية، أكد “الشافعي” أن جبهة فتح الشام صرحت علناً أنها لا تنتمي لأي جهة خارجية ومشروعها الرئيسي والذي تتبناه هو مشروع الشعب السوري بإسقاط النظام ونصرة أهل الشام، تنزوي أمام هذه الأهداف كافة الرؤى والنظريات الأخرى، فنحن أمام شعب مسلم سني يقتل وليس له بعد الله سوى أبنائه المجاهدين يدافعون عنه ويحمونه، وأي خطر أو مشروع يجلب الضرر على أهل الشام فنحن سنكون أبعد الناس عنه”.
وأردف المتحدث الرسمي باسم جبهة فتح الشام لـ”أورينت نت ” “نعم أمريكا تستهدف شوكة أهل السنة جميعاً متمثلة بجميع الفصائل وتبدأ وتركز الآن على فتح الشام فإن حققت ما تهدف إليه تنتقل لما يليه، فإما يستسلم الباقون -معاذ الله- ولن يكون هذا وإما سيلاقون نفس الحجج الواهية والتهم الفارغة والتي تسوغ الاستهداف والقصف.
وتابع “نحن نتحدث عن جهاد مبارك في أرض مباركة، اجتمعت عليه قلوب الأمة وتحمل الناس تكاليفه وضريبته، وعلى المجاهدين أن يوصلوه لمستقره بأمانة وصدق، ويكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم”.
إيران وميلشياتها تدور اليوم ضمن فلك المشروع الأمريكي
وفي رده عن سؤال حول تعامي الولايات المتحدة عن زعيم ميليشيا فيلق القدس القيادي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني المطلوب أمريكياً إلى جانب عشرات الميليشيات الشيعية العابرة للحدود التي تهتف ليلا نهاراً بشعار الموت لأمريكا بينما تستهدف الفصائل السنية في سوريا، اعتبر “الشافعي” أن إيران وميلشياتها تدور اليوم ضمن فلك المشروع الأمريكي ولا يسمى هذا تعامياً بل تعاوناً، وتقاسماً للأدوار، يركزون على المضمون وهو سير العملية ضمن مسارها الصحيح ويتغاضون عن بعض الشكليات في الإخراج”.
يشار أن الولايات المتحدة الأميركية أكدت يوم أمس الجمعة أنها لن ترفع اسم جبهة فتح الشام من قائمة “المنظمات الإرهابية” بحجة أن مبادئها مشابهة لتلك التي لدى تنظيم القاعدة، بينما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على 3 قياديين بالجبهة، في حين كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أن الرئيس باراك أوباما أمر وزارة الدفاع بتحديد أماكن قادة “جبهة فتح الشام في سوريا واستهدافهم.
أورينت نت