دون مبالغة توجد الكثير من العائلات في قطاع غزة، هذه المنطقة الجغرافية المغلقة من البر والبحر والجو، تنتظر من العيد إلى العيد، حتى تشبع من اللحم أياماً، نتيجة ما ينالها من لحوم الأضاحي، إلا أن الحال تغيّر عليهم هذا العام.
فقد انخفضت نسبة الأضاحي، حسب الإحصاءات إلى أقل من 60 % عن العام الماضي، وهذه النسبة هي الأسوأ منذ بداية الحصار على القطاع قبل 10 سنوات، ويعود هذا الأمر إلى ما يعيشه القطاع هذه الأيام من ظروف بالغة الصعوبة ازدادت تدهوراً، بعد الخصومات الكبيرة التي تعرضت لها رواتب موظفي السلطة بالقطاع.
سياسة قطع الرواتب والخصومات التي تجددت خلال الشهور الأخيرة، أثّرت بشكل كبير على القدرة الشرائية لعشرات آلاف الأسر في قطاع غزة، وهو ما انعكس على واقع الأضاحي هذا العام، وعلى مناحي الحياة كافة.
كما أن انقطاع التيار الكهربائي عن المنازل لفترات طويلة كان له تأثيراته السلبية العميقة جداً على موسم الأضاحي، فهناك عوائل تستطيع شراء الأضحية بالتقسيط على عدة شهور، من خلال جمعيات تعاونية وما شابه، رغم أن ثمن الأضحية ليس بالمرتفع إلى هذا الحد؛ لكن الواقع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الناس دفعهم لذلك.
فمن يستطيع شراء الأضحية عبر التقسيط أو ما شابه، على الأغلب، لن يتمكن من الحفاظ على اللحوم من الفساد، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وانقطاع التيار الكهرباء لأكثر من 16 إلى 20 ساعة يومياً، وأحياناً إلى أكثر من ذلك، ومع هذه الصعوبات هناك عدد غير قليل من السكان ذبحوا الأضاحي تعظيماً لشعائر الله، وغالبيتهم وزعوا جلّ الأضحية بُعيد ذبحها بقليل على أكبر عدد من الأقارب والجيران والفقراء، فهذه المدينة تأبى إلا أن تتعالى على الجراح ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.
رضوان الأخرس
العرب