بعد تكليفه لتشكيل الحكومة في العراق، يواجه عدنان الزرفي العديد من التحديات، لا تقل عما واجهه سلفه محمد توفيق علاوي، الذي اعتذر عن تشكيل الحكومة بعد فشله.
وأعلن الرئيس العراقي، برهم صالح أمس، الثلاثاء 17 من آذار، عن تكليفه للزرفي في تشكيل الحكومة.
رفض كتل ذات ثقل
أول التحديات، رفض كتل شعبية لها ثقل في البرلمان العراقي تكليفه، أبرزها “ائتلاف الفتح” ثاني أكبر الكتل البرلمانية في العراق (48 مقعدًا في البرلمان من أصل 329) حسب انتخابات 2018، بقيادة هادي العامري، قائد “ميليشيا بدر”.
كما رفضه “ائتلاف دولة القانون” برئاسة رئيس الوزراء، الأسبق نوري المالكي، وتعد الكتلة البرلمانية الرابعة في البرلمان (26 مقعدًا).
إضافة إلى تيار “الحكمة الوطني” بزعامة رجل الدين الشيعي، عمار الحكيم، والذي حصل على 19 مقعدًا في انتخابات 2018.
في حين شهد التيار الصدري الذي يتزعم أكبر كتلة في البرلمان “سائرون نحو الإصلاح” نوعًا من الانقسام ولم يظهر ردة فعل واضحة تجاه التكليف، كما الكتل الكردية والسنية التي أسهمت إلى حد كبير في إفشال تشكيل حكومة علاوي.
القوات الأمريكية
التحدي الثاني مسألة خروج القوات الأجنبية من العراق، التي صادق البرلمان عليها في 5 من كانون الثاني 2020، لكنها لا تزال تنفذ عملياتها على الأرض، كما تعرضت لقصف متكرر منذ اندلاع مظاهرات تشرين الأول 2019.
ولا يقل ذلك صعوبة بالنبة للحكومة المكلفة، عن مجابهة الوضع الاقتصادي المتردي للعراق والمظاهرات الشعبية التي خرجت في كربلاء ،التي كان الزرفي محافظها سابقًا، وإلى جانب بغداد والبصرة وباقي مناطق الجنوب، خاصة مع انخفاض سعر برميل النفط عالميًا خلال الفترة الحالية.
كورونا
التحدي الثالث، مواجهة خطر فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19)، مع تزابد انتشاره عالميًا، لكن في بلد كالعراق يعاني مشاكل في القطاع الصحي، يبدو الوضع أصعب
ووسط ذلك، تتزايد الترجيحات بفشل الزرفي في تشكيل حكومته ضمن الموعد المحدد من تكليفه (30 يومًا حسب الدستور العراقي)، الذي أعقبه رفض من قبل المتظاهرين.
وشهد العراق مظاهرات أسقطت حكومة عادل عبد المهدي، وأفشلت حكومة علاوي، وأدت لمقتل مئات من أبناء العراق منذ بداية تشرين الأول 2019.
نبذة عن الزرفي
ولد الزرفي في محافظة النجف عام 1966، وحصل على درجة الدكتوراه في الفقه الإسلامي من جامعة الكوفة.
كانت بدايته السياسية ضمن “حزب الدعوة” (شيعي معارض لنظام صدام حسين)، واعتقل في سجن أبو غريب بين عامي 1988 و1991، لكنه استطاع الهرب إثر فوضى جرت في ذلك الوقت.
لينتقل إلى الولايات المتحدة، ثم عاد إلى العراق بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين.
وأسس عام 2004 حركة “الوفاء العراقية”، وشغل ما بين عامي 2006 و2009، منصب وكيل مساعد شؤون الاستخبارات في وزارة الداخلية.
كما عين محافظًا للنجف على فترتين الأولى عام 2005، والأخرى من 2009 حتى 2015.
نقلا عن عنب بلدي