دخلت كميات صغيرة من المساعدات الإنسانية، اليوم الأربعاء، إلى حي الوعر، غربي مدينة حمص السورية، المحاصر منذ نحو ثلاثة أشهر، وسط تضارب الأنباء حول خروج بعض العائلات المدنية.
وقال مصدر من حي الوعر، لـ”العربي الجديد”، إنّ “النظام أدخل اليوم كمية محدودة من الدواء والخبز، على أن تدخل كذلك كمية من المواد الغذائية”، مبيناً أنّ “الكمية التي تم إدخالها تكاد لا تذكر أمام احتياجات أكثر من 12 ألف عائلة مدنية محاصرة داخل الحي”.
وأضاف المصدر، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، أنّ “النظام أعاد اليوم الكهرباء والماء لمدة ساعة واحدة إلى الحي”.
في السياق، استعرضت “لجنة التفاوض في حي الوعر المحاصر”، في بيان، تطور الأحداث في حي الوعر منذ أن أوقف النظام تطبيق اتفاقية (حمص ـ حي الوعر)، وأعاد حصار الحي بشكل تام، في 10 مارس/آذار الماضي، جراء رفض التنازل عن بيان وضع المعتقلين وإطلاق سراحهم، حتى الوصول إلى الـ29 من مايو/أيار الماضي.
وتعرض الحي، خلال تلك الفترة، بحسب لجنة التفاوض، إلى قصفٍ عنيفٍ، أعقبه لقاء عقد لساعة واحدة في اليوم التالي، بطلب من النظام، لبحث موضوع التهدئة مع اللجنة، التي اعتقلت ونقلت إلى فرع أمن الدولة. ليتم عقب ذلك بطلب من النظام، السماح بخروج العناصر المتواجدين ضمن مشفى البر (15 عنصراً) من الحي، مقابل الإفراج عن أعضاء لجنة التفاوض الأربعة.
وحول ما بثته وسائل الإعلام الموالية، عن خروج أعداد كبيرة من عائلات حي الوعر الحمصي، بيّنت مصادر من الحي، أن “قصة خروج العائلات بدأت يوم الاثنين الماضي، وهو اليوم الأول لامتحان الشهادة الثانوية، بحيث قام عناصر النظام بإخبار الطلاب والموظفين بأن يذهبوا ويأتوا بعائلاتهم للخروج، غير أن هذا الطلب أثار مخاوف المدنيين. إذ إنه قد يكون هناك عملية عسكرية كبيرة يحضّر لها، أو (يخطط) لتشديد الحصار بشكل أكبر. ولكن عندما وصلت العائلات إلى حاجز النظام، انهال عناصره عليهم بالشتم وكيل الإهانات، ولم يتم إخراج سوى 4 عائلات فقط”.
وأضافت المصادر نفسها: “حتى اليوم، يتم بث شائعات موافقة النظام على خروج العائلات من الحي، مستغلين معاناتهم من الجوع والقصف، في حين يعمل النظام على إخراج أعداد من أهالي الوعر، إرضاءً للمليشيات الموالية، التي تسعى إلى إفراغ الحي من أهله، كما فعلت في حمص القديمة”.
ويُعد حي الوعر آخر معاقل المعارضة في مدينة حمص، ويعيش حصاراً خانقاً، منذ نحو 3 أشهر، جراء رفض النظام تطبيق بند إطلاق سراح أكثر من 7 آلاف معتقل، المدرج في المرحلة الثانية من اتفاق هدنة رعته الأمم المتحدة العام الماضي، من دون أن تأخذ دورا فاعلا في إجراءات تنفيذه.
العربي الجديد