ولكن السؤال الملح هو في ما تمتلكه الإدارة الأمريكية الجديدة من أوراق ضغط على إيران، كي تستطيع من خلالها كبح دورها في المنطقة على المدى القريب.
وخلصت “عربي21” في حديث مع عدد من المختصين بالشأن السياسي الدولي، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك ثلاث أوراق بارزة يمكن أن تراهن عليها إدارة ترامب خلال المرحلة المقبلة لمواجهة إيران.
ملف إيران النووي
يرى الخبير في الشأن الأمريكي صبري سميرة أن إدارة ترامب يمكن أن تطرح الملف النووي الإيراني للمراجعة، وبعدها سيتبين هل أن الإدارة الأمريكية الجديدة تريد التشديد حتى النهاية؟ أم أنها تريد تحسين شروط العلاقة مع إيران للحصول على مكتسبات أخرى؟
وأردف في حديث لـ”عربي21“: “لأن تصعيد إدارة ترامب ضد إيران غير معروف حتى الآن فيما إذا كان هو إستراتيجية دائمة مستمرة ومتلاصقة، أم أنها تأتي استمرارا لما طُرح في حملة دونالد ترامب الانتخابية، وبدأت الآن هذه التصريحات تترجمه”.
وأوضح سميرة أن “مساعدي ترامب لهم مواقف مختلفة، فمنهم من يريد أن يشدد ويحارب إيران وآخرين يريدون أن يرفعوا السقف معها ولكن بالحفاظ على توازنات معينة لا تصل إلى حد الضغط الشديد والحرب”.
واتفق مع ذلك الباحث في العلاقات الدولية عمر عبد الستار قلائلا إن “الملف النووي الإيراني يعد من أبرز أوراق الضغط التي ستسعى الولايات المتحدة الأمريكية بإدارتها الجديدة إلى فتحها من جديد”.
الموارد والتحالفات
ولعل “الموارد والتحالفات” هما أيضا من أكبر أوراق الضغط التي تمتلكها أمريكا للضغط على إيران، حسبما يرى عبد الستار، لافتا إلى أنه “لا يمكن لأمريكا أن تترك العراق نهبا لغيرها ولها أهداف تريد أن تحققها من وراء غزو العراق”.
وأضاف في حديث لـ”عربي21” أن “نفرة الشعوب من إيران وكرهها لنظام ولاية الفقيه، مع وجود تحالف إسلامي عسكري من 41 دولة وآخر دولي ستيني بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، تصبح الفرصة مواتية للقول لإيران كفاك”.
ولفت إلى أن الشرق الأوسط اليوم يشبه تجمع الحلفاء على أبواب هتلر في 1945 لإنهاء دولته المؤدلجة، معربا عن اعتقاده بأن “الروس والأمريكان وحلفاؤهم سيجتمعون بتحالف لإنهاء إمبراطورية الحرس الثوري المؤدلجة”.
أذرع إيران بالمنطقة
ولم يستبعد صبري سميرة أن تعلن أمريكا حربا بلا هوادة على المليشيات والأحزاب المدعومة من إيران في المنطقة، مثل حزب الله والأحزاب الشيعية في العراق والمليشيات التي تقاتل في سوريا واليمن، كواحدة من أوراق الضغط.
وأضاف لـ”عربي21” أن بإمكان واشنطن الضغط على هذه المجموعات المحلية المنتشرة التابعة لإيران في العالم العربي والشرق الأوسط وتجييش باقي حلفائها في المنطقة لمحاربة هذه المجموعات في الدول التي تتواجد فيها.
من جهته، لم يستبعد عمر عبد الستار أن تدرج أمريكا المليشيات والأحزاب المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني ضمن قوائم الإرهاب، لاسيما أن أمريكا نصحت رعاياها بعدم الذهاب إلى العراق قبل يومين لأسباب تنظيم الدولة و”المليشيات الطائفية”.
ونوه إلى أن ذكر واشنطن للمليشيات ووصفها بالطائفية هو الأول من نوعه، مع تصريح ترامب عن التوسع الإيراني في العراق، ينذر باحتمال إدراج كل ماله ارتباط بالحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب، على اعتبار الأخير موجودا مسبقا.
وأوضح لـ”عربي21” أن “التحذير الرسمي الأمريكي لإيران بخصوص تجربة الصاروخ الباليستي وضَع إيران تحت الاختبار، ويعني ذلك التساؤل عن ماذا ستفعل إيران هل ستهاجم أم تدافع أم ترضخ؟ وأن تعامل إدارة ترامب مع إيران يعتمد على ردة فعلها”.
وربما، بحسب عبد الستار، لا يوضع من يرتبط بالحرس الثوري على لائحة الإرهاب حتى ترتكب إيران “حماقة”، لكي تبدأ عاصفة أشبه بعاصفة الصحراء التي جاءت لتحرير الكويت من غزو صدام حسين في عام 1991.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال ترامب في تغريدة له عبر “تويتر” إن “إيران تتوسع بسرعة أكثر فأكثر في العراق حتى بعد أن أهدرت الولايات المتحدة هناك 3 تريليونات دولار. وهذا كان جليا منذ وقت طويل”.