نقلت شركتان لتطبيقات المراهقين “تيك توك وفورتنايت” صراعهما الكبير مع عملاقين -أحدهما رئيس الولايات المتحدة- إلى المحاكم الأميركية، فهل هذا اختبار للعدالة الأميركية أمام قوى المال والسياسة؟
فورتنايت ربحت جولة أمام آبل
قالت قاضية فيدرالية يوم أمس الاثنين “إنها تميل إلى الموافقة على طلب شركة “إبيك غيمز” (Epic Games) بمنع إجراءات شركة آبل لوقف حسابات مطوري الشركة المطورة للعبة “فورتنايت” (Fortnite) وحماية محرك الألعاب “أنريل” (Unreal)، مضيفة أنها لا ترى منافسا لمتجر تطبيقات آبل على هواتف آيفون”.
وأصبحت الدعوى القضائية ضد الاحتكار التي رفعتها شركة إبيك غيمز ضد شركة آبل في وقت سابق من هذا الشهر، وحملة التواصل الاجتماعي المصاحبة لها التحدي الأكبر، الذي يواجه أعمال متجر تطبيقات آبل.
وتدعي صانعة لعبة المعارك الشهيرة فورتنايت أن آبل قد انخرطت في سلوك مضاد للمنافسة من خلال إساءة استخدام هيمنتها في سوق تطبيقات آيفون.
وقالت القاضية إيفون غونزاليس روجرز خلال جلسة استماع إنها نظرت إلى طلب إبيك غيمز حول الضرر الذي قد يلحق بألعاب الشركة، إلى جانب الضرر الذي سيحدث لمئات الألعاب الأخرى التي ستتضرر إذا لم تتمكن إبيك غيمز من الحفاظ على محرك الألعاب أنريل في حال أوقفت آبل جميع عقود مطوريها الخاصة بإيبك غيمز.
وأضافت القاضية “يمكنني القول إنني أميل إلى إبقاء وقف الألعاب -تقصد وقف فورتنايت على متجر آبل- لكني أميل إلى عدم وقف حسابات المطورين فيما يتعلق بمحرك أنريل”.
ويُعد محرك أنريل بمثابة أداة برمجية لرسومات الحاسب تستخدمها مئات الألعاب والتطبيقات الأخرى لتشغيل عروضها.
القاضية لآبل: لماذا نسبة 30%؟
وقالت القاضية “في ظل عدم وجود منافسة، فمن أين تأتي عمولة متجر التطبيقات البالغة 30%؟ ولماذا ليست 10% أو 20%؟ وكيف يستفيد المستهلك من هذا؟”.
ورد ريتشارد دورين محامي شركة آبل أن المستهلكين لديهم خيارات عند اتخاذ قرار شراء جهاز أندرويد أو آيفون، وقال إن المنافسة مطروحة في السوق، مكررا الحجة التي قدمها تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل خلال جلسات استماع الكونغرس لمكافحة الاحتكار
تيك توك و ترامب.. الرقص السياسي
وكانت شركة “تيك توك” (TikTok) أيضا قد رفعت أمس الاثنين دعوى قضائية ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب أمره التنفيذي، الذي يحظر المعاملات في الولايات المتحدة باستخدام التطبيق الشهير لمشاركة الفيديو القصير، واصفة الأمر بأنه ذريعة لتأجيج الخطاب المناهض للصين في سعيه لإعادة انتخابه.
ورفضت تيك توك، وشركتها الأم “بايت دانس” (ByteDance)، موقف البيت الأبيض من التطبيق بوصفه يمثل تهديدا للأمن القومي، قائلتين إنهما اتخذتا “إجراءات غير عادية لحماية خصوصية وأمن بيانات مستخدمي تيك توك في الولايات المتحدة”.
ووصفت الشركتان دعوة ترامب في أمره التنفيذي في 6 أغسطس/آب لحظر تيك توك بأنها وسيلة لمواصلة “حملته الواسعة المزعومة من الخطاب المناهض للصين” قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 3 نوفبمر/تشرين الثاني القادم، إذ يسعى ترامب لولاية ثانية.
وقالت تيك توك في مدونة “نحن لا نتعامل مع مقاضاة الحكومة باستخفاف”، وأضافت “لكن مع تهديد الأمر التنفيذي بفرض حظر على عملياتنا في الولايات المتحدة… ببساطة ليس لدينا خيار آخر”.
وتسعى الشركة وبايت دانس، للحصول على أمر قضائي دائم لمنع ترامب من تنفيذ أمره الصادر في 6 أغسطس/آب.
ووسط انعدام الثقة المتزايد بين واشنطن وبكين، اشتكى ترامب لأسابيع من أن تطبيق تيك توك المخصص للمراهقين يمثل تهديدا للأمن القومي، إذ قد يشارك معلومات عن المستخدمين مع الحكومة الصينية، ودعا أمره التنفيذي الصادر في 6 أغسطس/آب إلى حظر المعاملات مع التطبيق بعد 45 يوما.
وقالت الشركة إن “إدارة ترامب انتهكت حقها الدستوري في اتباع الإجراءات القانونية الواجبة من خلال حظر الشركة دون إشعار. واتهمت ترامب بإساءة استخدام قانون سلطات الطوارئ الاقتصادية الدولية، الذي يسمح للرئيس بتنظيم التجارة الدولية أثناء حالة الطوارئ الوطنية”.
وكان ترامب قد استند في شهر مايو/أيار 2019 إلى هذا القانون لوقف الجهود المزعومة
نقلا عن الجزيرة
.