أشار موقع “داون تراكر” إلى انقطاع خدمات شبكات التواصل الاجتماعي الثلاث في مناطق مكتظة بالسكان بينها واشنطن وباريس، وقد بدأ الإبلاغ عن الخلل نحو الساعة 15,45 ت غ.
وتراجعت أسهم فيس بوك 5.5 بالمئة في التعاملات بعد ظهر الإثنين، متجهة نحو أسوأ أداء يومي لها منذ نحو عام.
وجوبه مستخدمو فيس بوك في المناطق التي شهدت انقطاع خدمته برسالة تشير إلى حدوث خلل ما وأن العمل يجري لحلّه.
“الربح المادي على السلامة”
يأتي انقطاع الخدمة غداة ظهور مبلغة عن المخالفات على شاشة تلفزيون أمريكي لكشف هويتها بعد أن سربت مجموعة وثائق للسلطات تزعم أن فيس بوك يعرف أن منتجاته تغذي الكراهية وتضر بصحة الأطفال العقلية.
وعملت خبيرة البيانات فرانسيس هوغن (37 عاما) في شركات من بينها غوغل وبينترست، لكنها قالت في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” الإخباري لشبكة “سي بي إس” إن فيس بوك “أسوأ بكثير” من كل ما رأته سابقا، واتهمته بـ”اختيار الربح المادي على سلامة” مستخدميه.
ويفترض أن تمثل هذه الثلاثينية أمام لجنة التجارة في مجلس الشيوخ الأمريكي الثلاثاء. وقد أشاد السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال، عضو اللجنة، الأحد بشجاعة هذه الشابة.
قبل مغادرتها الشركة في أيار/مايو، أخذت هوغن معها مستندات داخلية للشركة وأرسلتها خصوصا إلى صحيفة وول ستريت جورنال.
وفي مقال نُشر منتصف أيلول/سبتمبر، كشفت الصحيفة اليومية استنادا إلى هذه المعلومات، أن الشركة كانت تجري بحوثا حول شبكة إنستاغرام التابعة لها منذ ثلاث سنوات لتحديد تأثيراتها على المراهقين.
وأظهرت البحوث خصوصا أن 32 في المئة من الفتيات المراهقات شعرن بأن استخدام إنستاغرام منحهن صورة أكثر سلبية عن جسدهن فيما لم يكنّ راضيات أصلا عنه.
وفي وقت سابق الأحد، أجرى نائب رئيس المجموعة نِك كليغ مقابلة مع محطة “سي إن إن” وحاول الحد من الضرر المحتمل الذي قد تسببه المقابلة مع هوغن.
“تضارب مصالح”
وقال كليغ الذي كان نائب رئيس الوزراء البريطاني بين 2010 و2015 الأحد “بحوثنا أو بحوث أي طرف آخر لا تدعم حقيقة أن إنستاغرام (شبكة)سيّئة أو مضرة لجميع المراهقين”.
وأضاف “لا أجد أنه من المفاجئ أنه إذا لم تكن تشعر بالرضا عن نفسك، سيجعلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تشعر بسوء أكبر”.
وتحت الضغط، أعلنت الشركة التي تتخذ في كاليفورنيا مقرا أنها علقت تطوير نسخة من إنستاغرام للأطفال دون الثالثة عشرة لكنها لم تتخلّ عن ذلك.
انضمت فرانسيس هوغن إلى فيس بوك في العام 2019 وتم تعيينها، بناء على طلبها، في قسم النزاهة المدنية المعني بالأخطار التي قد يشكلها بعض المستخدمين أو محتوى معين، على حسن سير الانتخابات.
وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، أدخلت فيس بوك تعديلات على خوارزمياتها للحد من انتشار المعلومات المضللة.
لكن وفقا لهوغن “بمجرد انتهاء الانتخابات” أعادت المجموعة الخوارزميات كما كانت عليه “بهدف إعطاء الأولوية للنمو على السلامة” كما قالت الشابة في مقابلتها التلفزيونية.
وأضافت “كان هناك تضارب في المصالح بين ما هو مفيد للجمهور وما هو مفيد لفيس بوك”، مشيرة إلى أنه “مرة تلو الأخرى، وضعت المجموعة مصالحها أولا، أي كسب المزيد من المال”.
وقالت المهندسة التي عملت في هنغ ويلب وبنترست “لقد عملت في الكثير من الشبكات الاجتماعية، وكان الوضع في فيس بوك أسوأ بشكل ملحوظ من أي شيء رأيته من قبل”.
بالنسبة إلى هوغن، بعد إعادة الخوارزميات القديمة، استخدم الكثير من مشتركي فيس بوك المنصة للحشد لأحداث 6 كانون الثاني/يناير التي أدت إلى اقتحام مبنى الكابيتول.
ورد كليغ أن مسؤولية “التمرد” الذي حدث في مقر الكونغرس “تقع على الأشخاص الذين تسببوا في العنف وعلى من شجعوا عليه بمن فيهم الرئيس (دونالد) ترامب”.
وأشار إلى أنه “من السهل جدا البحث عن تفسير تكنولوجي للاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة”.
لكنه أقر بأن فيس بوك يجب أن يحاول “فهم كيف يساهم في المحتويات السلبية والمتطرفة وخطابات الكراهية والمعلومات المضللة”.
من جانبها، قالت هوغن “لا أحد في فيس بوك شرير. لكن المصالح ليست متوافقة”.
وهي تعتبر أن مارك زوكربرغ، المؤسس المشارك لفيس بوك ورئيسها التنفيذي، لم يكن يسعى لجعل الموقع منصة كراهية، “لكنه سمح باتخاذ خيارات” للترويج لنشر محتوى يحض على الكراهية.
وكتب السناتور ريتشارد بلومنتال في بيان “تظهر تصرفات فيس بوك بوضوح أنها لن يصلح نفسه بنفسه”. نحن في حاجة إلى تنظيم أكثر صرامة”.
المصدر: موقع فرنسا 24