زمان الوصل
لم يكن الشاب “أحمد نهار المسلماني” – 17 عاما – يعتقد أن إصراره على العزاء بوفاة والدته وقدومه من لبنان، حيث كان يعمل لتحصيل لقمة العيش إلى بلدته “نامر” بريف درعا، سيضع حداً لحياته القصيرة نسبياً بعد اعتقاله، ليصبح رقماً من بين آلاف الأرقام لشهداء قضوا تحت التعذيب في سجون النظام الأسدي.
بدأت قصة “أحمد نهار” ذو الوجه الطفولي البريء حينما استشهد شقيقه “شادي نهار المسلماني” الذي سُمي بشهيد الفزعة أول أيام الثورة السورية، فحزنت أمه عليه كثيراً، وأصيبت بمرض شديد في رمضان 2012 لتتوفى فيما بعد –حسب الناشط الإعلامي “مجد الحريري”.
وأضاف الحريري لـ”زمان الوصل” أن “ابنها الأصغر أحمد كان في هذه الأثناء يعمل في لبنان، وحينها اتصل به أهله، طالبين منه عدم القدوم إلى درعا بسبب الظروف الأمنية التي تشهدها المدينة وريفها، وبخاصة بلدته “نامر” ولكن الشاب -حسب محدثنا- “أصرّ على حضور العزاء بوالدته.
ويردف الحريري: “أثناء عودة أحمد من لبنان ألقى حاجز الكسوة القبض، عليه وتم اقتياده إلى فرع المخابرات الجوية في رمضان 2012، وظل مختفياً حتى شوهدت صورته ضمن الصور المسربة لضحايا التعذيب، التي سربها “قيصر” المنشق عن النظام.. للتفاصيل (اضغط هنا)
ويؤكد الحريري أن “أهل وأقارب أحمد المسلماني وبالذات أخوه محمد المسلماني وأصدقاءه تعرفوا عليه مباشرة من خلال صورته”، مضيفاً أن “الضحية المسلماني لم يشارك في الثورة السورية لأنه كان في لبنان، وعندما جاء إلى سوريا تم اعتقاله عشوائياً دون سبب سوى أنه من بلدة “نامر” في ريف درعا التي تم اعتقال العشرات من شبابها ورجالها في سنوات الثورة الأولى.
وتقع “نامر” المحتلة الآن من الشبيحة في سهل حوران إلى الشمال الشرقي من مدينة درعا بـ 22 كم، وكانت من أوائل البلدات التي شاركت في الثورة السلمية على نظام الأسد آنذاك، وقدّمت “نامر” أول شهدائها بتاريخ 23 آذار 2011، وهو شقيق أحمد “شادي نهار المسلماني” بعد أن شارك في مظاهرة بدرعا وتعرض للقتل مع 72 آخرين على يد قوات الأسد خلال دقائق من خروجهم للتظاهر السلمي