في كل عام جرّت العادة في إيران بالاحتفال بذكرى انتصار الثورة الإيرانية، هذه الذكرى التي تستمر لمدة عشرة أيام متواصلة، تعلن فيها الوزارة الإيرانية عما تسميه بإنجازات عسكرية جديدة بالدرجة الأولى (كافة الإنجازات التي أعلنت سابقاً) تلك الإنجازات المتوسطة والخفيفة والتي تشمل ما يسمى (قوات الدفاع الجوي والقوات البرية) بالدرجة الأولى.
ورغم أن ذلك الفعل تكراري واعتيادي، إلا أن هذه المرة يعتبر التوقيت أكثر حساسية؛ كون التشنج بدا واضحاً بين “واشنطن وإيران” أمام الجميع نتيجة طبيعية نظرا لتصاعد التهديدات بين الطرفين مسبقاً، وخاصة تلك المتعلقة بالاختبارات الصاروخية،
لكن في حال عودتنا للوراء نلاحظ أن قرار مجلس الأمن واضح كون المحظور فيه على إيران؛ بوابة تدخل منها أمريكا دائماً، ألا وهي ما جاء بالقرار الدولي رقم 22 و31 (اختبارات صاروخية بالستية بعيدة المدى وتحمل رؤوس نووية وتعمل بمحركات دفع ذاتي).
بالطبع ذاك ما ترفض إيران أن تعلن عنه وتصرح بأنها لا تمتلكه في التكنولوجيا العسكرية، وتبقى إنجازاتها ضمن الإنجازات الطبيعية والدفاعية “الدفاع الجوي والبري”
ومع إعلان وزارة الدفاع الإيرانية على موقعها الالكتروني وبأنها ستكشف النقاب عما وصفتها، بخمسة إنجازات عسكرية جديدة ومع مواصلة الحرس الثوري الإيراني إجراءات مناورات صاروخية في محافظة “سمنان” في وسط إيران بعد يومين من فرض الإدارة الأمريكية الجديدة عقوبات على طهران عقب التجربة الصاروخية الأخيرة.
رسالة باتت واضحة وجواب لم يتأخر من طهران بعد عقوبة “واشنطن” مفادها: أنه لا مجال للتفاوض مع إيران بشأن برنامجها الصاروخي.
تجري قوات الحرس مناوراتها وسط إيران وقائد القوات الجوية يحذر من أن صواريخ قواته ستباغت الأعداء، إذا أخطأت حساباتهم.
مما يشير إلى أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة الأمريكية- الإيرانية
خطاب بالرّد في طهران يتوعد خطاب واشنطن؛ لكن الأخيرة لم تكتف بالتحذير على لسان مستشارها للأمن القومي بل صعدت بيانات ومنصات إعلامية تنبئ بالأسوء بين البلدين.
وذلك ما يطرح السؤال المحيّر: هل سيتحول التوتر الإيراني إلى مواجهات عسكرية في ظل الخلاف بين أمريكا مع المكسيك والصين والاتحاد الأوربي؟!
ربما ذاك التوتر الذي يلوح بالأفق سيزيد في الحساسية وخصوصاً عندما يهدد في أمن الحليفة المدللة “إسرائيل” التي تعتبرها إيران العدو الأول في المنطقة، وفي حال ما أقدم “ترامب” لتوجيه ضربة عسكرية لإيران فإن الابن المدلل سيكون موجود ضمن الضربة وسيكون الانتقام سريع ومباشر.
في هذا الشق يظهر سؤال جديد على الساحة الإعلامية: هل سيستمر التصعيد في لهجة الخطابات؟ أم أن سياسة عض الأصابع ستبدأ بين الطرفين؟!
المركز الصحفي السوري
بيان الأحمد