أكد مصدر دبلوماسي أفغاني أن نتائج اللقاءات والاجتماعات التي تعقد حالياً في كابل وقندهار بين زعماء سياسيين وقيادات من حركة «طالبان» تحمل مؤشرات قوية على قرب إعلان «حكومة توافقية» ستقوم على «أرضية صلبة» وتجمع الأحزاب والأطياف السياسية كافة.
وقال الدكتور شفيق صميم، السفير والمفوض فوق العادة لأفغانستان لدى «منظمة التعاون الإسلامي»، لـ«الشرق الأوسط»، إن جهود المصالحة تسير في مسارها لتقريب وجهات النظر بين كل فصائل المجتمع الأفغاني، مشيراً إلى أن هناك «بوادر إيجابية وأملاً كبيراً» من النتائج الأولية للقاءات التي تعقد في العاصمة كابل بهدف إطلاق «حكومة توافقية تشاركية»، موضحاً أن المعلومات الواردة تفيد بأن إعلان الحكومة لن يتأخر كثيراً وأنه سيكون خلال أسابيع في حده الأقصى.
وأشار صميم إلى اللقاءات التي جرت بين الرئيس السابق حامد كرزاي والدكتور عبد الله عبد الله والمهندس قلب الدين حكمتيار، من جهة؛ وقادة من حركة «طالبان» في كابل، من جهة أخرى، لافتاً إلى أنه لا توجد حتى الآن أي معلومات واضحة عن هذه اللقاءات وتفاصيلها، إلا إن «المؤشرات الواردة من العاصمة الأفغانية تؤكد أنها تسير في طريق إعلان المصالحة والسلام»، متحدثاً عن أن قيادات «طالبان» تقوم بمباحثات داخلية في قندهار منذ أيام لتقييم الوضع والانطلاق في تفعيل ما أعلنت عنه الحركة بخصوص إنشاء حكومة تشاركية.
وفي الإطار ذاته، ذكر مسؤول أن حركة «طالبان» وزعماء أفغاناً آخرين توصلوا إلى «اتفاق في الآراء» حول تشكيل حكومة جديدة ومجلس وزراء تحت قيادة الزعيم الروحي الأعلى للجماعة هبة الله أخوندزاده. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أمس الأربعاء عن بلال كريمي، العضو في اللجنة الثقافية لـ«طالبان»، قوله إن أخوندزاده سيكون القائد الأعلى لأي مجلس للحكم. وأضاف كريمي أن الملا عبد الغني برادار، وهو واحد من 3 نواب لأخوندزاده والوجه العام الرئيسي لـ«طالبان»، من المحتمل أن يتولى مسؤولية تسيير العمل اليومي للحكومة، حسب ما جاء في تقرير لوكالة الأنباء الألمانية. وتابع كريمي أن «المشاورات حول تشكيل حكومة أفغانية شاملة تضم قيادات الإمارة الإسلامية، وزعماء من الحكومة السابقة وزعماء آخرين من ذوي النفوذ، انتهت رسمياً». وأشارت الوكالة الألمانية إلى أن «طالبان» كانت تنتظر الانسحاب الكامل للقوات الأميركية قبل أن تصدر أي إعلان بشأن حكومتها، طبقاً لماً ذكره مسؤول بارز، طلب عدم الكشف عن هويته بسبب الطبيعة الخاصة للمحادثات.
في سياق متصل، علمت «الشرق الأوسط» أن «منظمة التعاون الإسلامي» أرجأت إرسال بعثتها إلى العاصمة الأفغانية، بعد أن اتخذت قرارها في الاجتماع الاستثنائي مفتوح العضوية للجنة التنفيذية للمنظمة والذي عقد في جدة السعودية في 22 أغسطس (آب) الماضي، بإرسال وفد رفيع المستوى يضم عدداً من الأعضاء إلى كابل للقاء مسؤولين من جميع الحركات والطوائف في المجتمع الأفغاني للمساهمة في حل الخلافات بين الأفغان بالطرق السلمية. وأكد لـ«الشرق الأوسط» سفير أفغانستان لدى المنظمة، أنه «حتى الآن لم تتضح الصورة حول الفريق الذي أعلنت عنه المنظمة لزيارة أفغانستان». وأوضح شفيق صميم أن الأوضاع الراهنة في أفغانستان دفعت بالمنظمة إلى التريث وعدم التحرك في هذا الاتجاه خلال هذه المرحلة.
نقلا عن الشرق الأوسط