وأكدت المصادر لـ”العربي الجديد” أن السيد تم تهريبها من خلال متنفذين بالسلطة وعبر مطار دمشق الدولي “حتى قبل أن توقع على محاضر الاستلام والتسليم لخلفها بالوزارة، بعد أن تمت إقالتها بمرسوم رئاسي في العاشر من شهر نيسان/أبريل الماضي”.
وكتبت مجد نيازي، رئيسة حزب سورية الأم المعارض داخل سورية: هربت هدى السيد التي كانت “تفك مشنوق” (أي تمتلك الكثير من النفوذ)، ولم يكن وزير الصحة يجرؤ على مناقشتها بأي قرار، رغم الشكاوى الكثيرة حولها ومناقشة فسادها بمجلس الشعب وصدور قرار تفتيشي بحقها.
وأضافت نيازي على صفحتها على “فيسبوك” أمس: بعد اتهامها بالتلاعب واستيراد لقاحات فاسدة واحتكار أدوية واختلاس ملايين الدولارات، أقيلت أخيراً لتسافر خارج البلد.
وأشارت إلى أنه خلف معاونة الوزير “من سرقوا معها وساندوها وهم من هربوها، وإلا كيف تسافر متجاوزة قرار الرقابة والتفتيش”.
في المقابل، رأى مراقبون أن الحملة التي شنها الإعلام السوري المؤيد لنظام الأسد، على هدى السيد منظمة هدفها التشويه والخوف من الانقلاب على النظام وفتح ملفات الدواء التي تديرها “مافيات” بسورية.
وقال جهاد (اسم مستعار)، وهو متابع للملف لـ”العربي الجديد”: “هل معاونة وزير في سورية وحدها صاحبة قرار استيراد اللقاحات، وهل معاونة وزير تصدر قرارا برفع أسعار الدواء؟
وأشار جهاد إلى أن ثمة حملة بإيحاء أمني بالهجوم على هدى السيد، متسائلاً: “لماذا لم يتم إصدار قرار بالقبض عليها وقت تم إعفاؤها الشهر الماضي؟”.
وأضاف المتحدث، بات الدواء في سورية، وخاصة بعد تهديم نحو 30 معملاً من أصل 69 شركة دوائية بسورية عام 2011، أقرب للمخدرات ويدر أرباحاً طائلة على المتنفذين في نظام الأسد “وهم من هربوها خارج البلاد كي لا يتم فتح هذا الملف ويحملوها كل أسباب الفساد وزيادة الأسعار”.
ورفعت وزارة الصحة بحكومة بشار الأسد الشهر الماضي، أسعار نحو 1475 صنفاً دوائياً، بنسب تراوحت بين 100% كأدوية الالتهابات والمضادات الحيوية و600% كالأدوية النفسية والصرع والغدد. بعد أقل من شهر من رفع أسعار نحو 500 صنف دوائي بنسب تجاوزت 100%.
وتعاني السوق السورية، فضلاً عن ارتفاع سعر الدواء، ندرة معظم الأدوية، بعد إغلاق الصيدليات وتهديم معامل الأدوية، وصل لفقدان الأدوية بالمشافي الحكومية بحسب ما أكد الدكتور مازن حداد، مدير مشفى الأطفال الجامعي بدمشق.
وقال حداد خلال تصريحات صحافية أمس الأحد: تم إجراء مناقصة لأكثر من مرة ولم يتقدم لها العدد الكافي من أصحاب معامل الأدوية الوطنية، ولا يؤمنون أو يبيعون الأدوية للمشفى بسبب المشكلات الحاصلة في الفترة الماضية حول تغير أسعار الأدوية.
وأضاف مدير المشفى حداد: “نحن كمشفى حكومي لا نستطيع شراء الأدوية إلا حسب تسعيرة وزارة الصحة، ولكن أغلب المعامل والمستودعات لا تقبل تزويد المشفى بالأدوية بهذا السعر لأنها تبيعها للصيدلاني بالأسعار التي تريدها والصيدلاني بدوره يبيعها بالسعر الذي يحدده”.
كما طاولت حرب الأسد على سورية قطاع الصيدلة، حيث هجر نحو 5500 صيدلي صيدلياتهم وتهدمت نحو 3000 صيدلية.
العربي الجديد