قالت صحيفة واشنطن تايمز اليوم إن تنظيم الدولة الإسلامية وجّه مجنديه الجدد للذهاب إلى ولاية ليبيافي محاولة لإقامة وطن ثان, ونقلت عن مصادر استخباراتية أن هناك زيادة كبيرة في عدد الذين ينضمون للتنظيم هناك في الأشهر الأخيرة.
ونسبت الصحيفة إلى المصدر قوله إن ليبيا ستكون النقطة التالية التي سيحاول التنظيم الاستيلاء على أراض واسعة فيها وكذلك حقول نفط.
قرار إستراتيجي
ونقلت عن مسؤولين أميركيين أن الدافع “لتطوير ولاية ليبيا” والذي يتركز على مدينة سرت الساحلية الواقعة في منتصف الطريق بين العاصمة الليبية طرابلس ومدينة بنغازي الهامة في الشرق، ليس استجابة للضغوط المتزايدة من الحملات العسكرية الأميركية والروسية في سوريا والعراق، بل هو قرار إستراتيجي يرقى إلى إنشاء وطن ثان، وليس وطنا بديلا.
“تنظيم الدولة يرى في ليبيا مصدرا لموارد كبيرة له ومكانا تتوفر فيه الأسلحة بكميات كبيرة وموقعا إستراتيجيا قريبا من أوروبا ومفتاحا على المدى الطويل للدخول عميقا في أفريقيا بما في ذلك مصر وتونس والسودان ومالي والجزائر والنيجر”
ونقلت عن مسؤول طلب عدم ذكر اسمه قوله إن الأمر الرئيسي هو أن هذا التوجه لدى التنظيم لا يتعلق بمقاتلين وُوجهوا بضغط من التحالف الغربي، و”ليس كأنبوبة معجون الأسنان التي تم ضغطها”. فرغم الضغوط عليها، تطلب قيادة التنظيم من مؤيديها في كل أنحاء العالم التوجه إلى ليبيا للانضمام إليها هناك.
وأوردت الصحيفة أنه ومنذ الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 توقفت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عن التورط الكثيف بليبيا، لكنها أمرت بغارات متقطعة وواحدة على الأقل سرية استهدفت من تتهمهم بالهجوم على قنصليتها هناك، مثل الغارة التي قتلت قبل شهرين كبير قادة التنظيم وسام نجم الزبيدي العراقي الملقب بأبي نبيل.
مقتل أبي نبيل
ويُقال إن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي بعث أبا نبيل إلى ليبيا في 2014 بتكليف محدد وهو تأسيس ولاية إقليمية تابعة لدولة الخلافة في سوريا. وكان بيان للبنتاغون عقب مقتل أبي نبيل قد توقع أن يؤدي ذلك إلى إضعاف قدرة التنظيم على تحقيق هدفه في ليبيا.
وقالت الصحيفة “لكن تنامي قدوم أعضاء التنظيم إلى ليبيا مؤخرا يشير إلى أن ذلك القتل لم يكن له تأثير كبير”، وأن مكافحة الغرب “للإرهاب” بليبيا ظلت ضعيفة، رغم نمو قاعدة التنظيم هناك.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان ما كشفت عنه وثيقة سابقة لتنظيم الدولة في يناير/كانون الثاني 2015 أنه يرى في ليبيا مصدرا لموارد كبيرة له ومكانا تتوفر فيه الأسلحة بكميات كبيرة وموقعا إستراتيجيا قريبا من أوروبا ومفتاحا على المدى الطويل للدخول عميقا في أفريقيا بما في ذلك مصر وتونس والسودان وماليوالجزائر والنيجر.
وأشارت الصحيفة إلى هجمات التنظيم الأخيرة هذا الشهر على ميناء السدر لتصدير النفط، وقالت إن قتال التنظيم للسيطرة على مصادر النفط الليبي سيكون حاسما في الحرب المقبلة.