ذكرت وكالة (رويترز) للأنباء اليوم الخميس 8 أيار (مايو) عن ثلاثة مصادر بأن الولايات المتحدة الأمريكية وافقت على مبادرة قطرية لتمويل القطاع العام في سوريا، مما يوفر شريان حياة ماليًّا للحكومة السورية الجديدة في سعيها لإعادة بناء الدولة التي مزقتها الصراعات.
وكانت قطر، التي تعد من بين أقوى الداعمين الدوليين للرئيس السوري أحمد الشرع، مترددة في اتخاذ أي إجراء دون موافقة واشنطن التي فرضت عقوبات “قيصر ” وغيرها عندما كان المخلوع بشار الأسد في السلطة.
ووفقًا لـ رويترز فإن وزير المالية السوري أكد في بيان الأربعاء أن دولة قطر ستقدم لسوريا مبلغ 29 مليون دولار شهريًّا لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتمديد، وذلك لدفع رواتب العاملين المدنيين في القطاع العام، وأن المنحة القطرية قد حصلت على إعفاء من العقوبات الأميركية، مضيفًا أنها ستدار من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وقال شخصان مطلعان على الأمر لـ”رويترز” إن دولة قطر أُبلغت بالضوء الأخضر الأمريكي وقالا إن من المتوقع أن يقدم مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية في وقت قريب خطابًا يؤكد أن المبادرة معفاة من العقوبات الأمريكية. وتشير هذه الخطوة إلى تخفيف موقف واشنطن، في حين تحركت الدول الأوروبية بسرعة أكبر لتخفيف عقوباتها.
وقال مصدر مالي سوري إن التمويل مشروط، ولا يمكن أن يذهب إلا إلى الموظفين المدنيين في القطاع العام السوري، دون أن يشمل وزارتي الداخلية والدفاع.
وقال المصدر المالي إن من المتوقع أن يبدأ صرف التمويل اعتبارًا من الشهر المقبل، مما يسمح بزيادة رواتب طال انتظارها بنسبة 400% تدريجيًّا لأكثر من مليون موظف حكومي على مدى عدة أشهر.
كانت قطر قد خططت لدعم الرواتب منذ فترة وجيزة بعد إطاحة الأسد على يد قوات المعارضة السورية أواخر العام الماضي. إلا أن هذه المبادرة تعطلت بسبب الغموض المحيط بالعقوبات الأمريكية وسياسة إدارة ترامب تجاه سوريا.
ولكن هناك دلائل تشير إلى أن دول الخليج العربية تمكنت من تحقيق تقدم متواضع في الضغط على الولايات المتحدة للسماح لها على الأقل بالتعامل مع دمشق، حيث قامت المملكة العربية السعودية وقطر الشهر الماضي بسداد ديون سوريا للبنك الدولي، وهو ما فتح الباب أمام المنح والقروض.
كما استضافت المملكة العربية السعودية اجتماعًا رفيع المستوى ركز على سوريا في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن الشهر الماضي، وحضره وزير المالية السوري ومحافظ البنك المركزي للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمان.