تقدّم اميداني أحرزته الفصائل الثورية في العراق . وقال القيادي في المجلس العسكري لعشائر العراق “عبد الله الشمري” لـ”العربي الجديد” إن “الفصائل الثورية نفذت اليوم عمليات نوعية دلت على ارتفاع وتطور التنسيق العسكري، فيما بينها (في الموصل)، حيث تمكنت من الاستيلاء على مدينة السعدية في محافظة ديالى، بعد اشتباكات مع الجيش والمليشيات المساندة له، كما تمكنت من السيطرة على بلدة البشير المحاذية لمحافظة كركوك من جهة ديالى، وفرضت سيطرتها عليها بعد ثلاث ساعات من المعارك مع الجيش والبشمركة الكردية”. وأضاف أن الفصائل المسلحة تمركزت في السعدية والبشير، استعداداً للزحف إلى مدن أخرى في وقت لاحق.
ونفى الشمري ما ورد في بيان للحكومة العراقية قالت فيه، إن المسلحين أحرقوا الكنائس في مدينة الموصل، مؤكداً أن أحداً لم يمسّها بسوء.
وأوضح أن “الكنائس لا تقل لدينا قدسية عن المساجد، والبيان الحكومي كذب وتدليس، وندعو وسائل الإعلام للدخول إلى المدينة والتأكد من ذلك بنفسها”، مبيناً أن المحاولة تأتي لتحريض “الدول الغربية على الثورة وإلباسها غير ثوبها”.
من جهته، قال مصدر في قيادة شرطة الأنبار وهو ضابط برتبة مقدم، إن “المسلّحين شنّوا هجوماً على طريق التغريبة البديل الرابط بين كربلاء ومدينة النخيب جنوبي غرب الأنبار والمؤدي إلى سورية، على طول 230 كيلومتراً، وتمكنوا من السيطرة على الجزء الواقع داخل محافظة الأنبار والاستيلاء على قاعدة للجيش بعد قصف صاروخي واشتباكات جرت حول القاعدة”.
وأضاف أن “الطريق يستخدم منذ نحو ستة أشهر لنقل البضائع التجارية والمسافرين بديلاً عن طريق بغداد الفلوجة الدولي، الذي سيطر عليه المسلحون الإسلاميون والقبليون، وهدّدوا باستهداف القوافل المتجه إلى سورية من خلاله”. وأشار إلى أن “ذلك وقع بالتزامن مع سقوط معبر القائم الحدودي مع سورية، وهو معبر صغير مقارنة بالمعبر الثاني، الوليد، حيث دارت اشتباكات عنيفة قرب المعبر، تمكن على إثرها المسلحون من السيطرة على المعبر بشقيه العراقي والسوري”. وتولت قوات الجيش العراقي مسؤولية إدارة المنفذ، منذ منتصف العام الماضي بعد انسحاب السلطات السورية منه، بناءً على اتفاق مساعدة من الجانب العراقي بسبب تكرار القصف من قبل “الجيش الحر” و”جبهة النصرة” على هذا المعبر. وأكد مصدر “العربي الجديد”، أن “المعبر بات الآن بيد المسلحين بشكل كامل”.
ويعتبر سقوط طريق تغريبة – النخيب ومعبر القائم آخر وسيلة اتصال بريّ بين بغداد ودمشق، بعد أيام من سقوط محافظة نينوى التي تضم معبر اليعربية الحدودي.
في هذه الأثناء، اتهم مجلس عشائر ديالى قوات الشرطة والجيش بإعدام 44 معتقلاً بعد هجوم للفصائل المسلحة على مركز للشرطة، يضم سجناً غرب بعقوبة.
وقال عضو المجلس حسين الكروي لـ”العربي الجديد” “دخلنا السجن بعد فرار القوات منه، ووجدنا المعتقلين أُعدموا للتو وبينهم من لم يلفظ أنفاسه بعد”. وبيّن أنها “سياسة جديدة بتوجه حكومي بإعدام المعتقلين لمنع تحريرهم من قبلنا، وسنفضح المالكي دولياً بالوثائق والأدلة”.
بدوره، قال المتحدث باسم محافظة ديالى باسم السامرائي لـ”العربي الجديد”، إن المحافظ أمر بفتح تحقيق فوري بعملية إعدام 44 معتقلاً رمياً بالرصاص داخل زنزانات السجن الرئيس في منطقة المفرق غرب بعقوبة. وأضاف أن “عملية الإعدام وقعت بالتزامن مع مهاجمة المسلحين لمركز الشرطة ومبنى السجن الواقع داخله. ونأمل أن نتوصل إلى نتائج حقيقية خلال الساعات المقبلة”.
إلى ذلك، عثر سكان محليون على مقبرة جماعية في مدينة (بلدة) في محطة للقطارات تضم جثث 25 جندياً، بينهم ضباط بالجيش، قتلوا وتم دفنهم بشكل جماعي في حفرة واحدة.
وقال أحد السكان المحليين في المدينة لـ”العربي الجديد”، “جذبتنا الرائحة داخل المحطة ووجدنا في فنائها الخارجي حفرة عميقة، فيها جثث لأشخاص يرتدون ملابس عسكرية وبرتب مختلفة لجنود وضباط، وقد غُطوا بالتراب بشكل غير جيد”. وأشار إلى أن “متطوعين من أهالي المدينة قاموا بنقل الجثث إلى دائرة البلدية للتكفل بدفنهم، أو تسليمهم للصليب الأحمر الذي يتكفل بهذا الأمر حالياً”.
من جهة ثانية، هاجم رجل الدين العراقي البارز عبد الملك السعدي فتوى المرجع السيستاني، مطالباً إياه بسحب فتواه التي اعتبرها مهددة للنسيج الاجتماعي في العراق. وقال في بيان “كنَّا نأمل أن تصدر المرجعية فتوى بتحريم قتال أهل السنة في عقر دارهم، وأن يسحب المالكي قوَّاته عن ديارهم ولكن لم يحصل ذلك”