تركزت جهود النظام وحليفته روسيا لاستعادة مدينة حلب الاستراتيجية والإسراع بإنهاء الصراع المستمر منذ خمسة أعوام، لكن تقدم الثوار وانتصاراتهم وكسرهم الحصار الذي فرضته قوات النظام والميليشيات الموالية له على مناطق تسيطر عليها كتائب الثوار في حلب، وجهت ضربة لآمال الأسد وحلفته روسيا في حسم المعركة.
تعتبر المناطق التي حرروها الثوار في جنوب غربي حلب مرتكزاً هاما لانطلاق هجمات جديدة على مناطق تسيطر عليها قوات النظام، واستطاع الثوار من خلال تحرير هذه النقاط العسكرية من فتح ممر إلى المدينة ليكسروا بذلك حصاراً مفروضا منذ أسابيع، موجهين رسالة لنظام الأسد، أنهم قادرون على وقف القوة المدعومة بالحملة الجوية الروسية.
كما أن توحد الفصائل المقاتلة تحت قيادة واحدة، كان له الدور الأكبر في تقدم الثوار وتحقيق الانتصارات في مدينة حلب وريفها الجنوبي، فقد أدرك الثوار أهمية معركة حلب في كونها قريبة من الحدود التركية، وأحد أهم المعاقل لمعظم الفصائل الثورية المقاتلة في سوريا، من هنا يتطلع الأسد وحليفته روسيا لحسم المعركة في حلب وإعادة السيطرة عليها، وهذا من شأنه أن يكون أحد العوامل المهمة للقضاء على المعارضة في الشمال السوري.
أعلنت وسائل إعلام النظام، أن القتال في حلب هو “أم المعارك” في حين وصفته جماعة حزب الله اللبنانية حليفة الأسد في الحرب بأنه “صراع وجودي”.
وتحدث الثوار من جانبهم عن “معركة ملحمية لتحرير حلب” حاشدين الدعم، بإشارتهم إلى محنة المدنيين المحاصرين في المدينة التي تتعرض لغارات جوية تستهدف بانتظام المستشفيات والأسواق.
وقال دبلوماسي غربي كبير، إن تقدم مقاتلي المعارضة يمثل أيضا انتكاسة لموسكو التي تعتبر النصر في المدينة مبررا لتدخلها في سوريا، وكانت روسيا تصب كل تركيزها في استكمال حملة حلب حتى أنها تحدت دعوات أمريكية بتخفيف القبضة على المدينة رغم المخاطرة باتفاق مع واشنطن للتعاون في ضربات ضد المتشددين.
كما يعتبر الثوار نجاحهم دليلاً على قدرتهم على قلب الطاولة حتى في وجه القوة الروسية وأن هدفهم في الإطاحة بالأسد لم يعد بعيد المنال.
المركز الصحفي السوري