حتى الآن لم يلتزم نظام بشار بالهدنة المزعومة وواصل استمرار القصف لساعات عدة في منطقة وادي بردى بريف دمشق، لكن بوحشية فاقت معايير الإنسانية نافياً صحة التوصل لوقف إطلاق النار بكثافة نيران أظهرتها الصور الملتقطة تأكد أن مروحيات تابعة للنظام السوري ألقت بالأمس براميل متفجرة على فصائل المعارضة في ريف بردى.
حملات عسكرية موجه من قبل النظام أثبتت عدم دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ومحاولات تقدم وتسلل قوات النظام مدعومة بميليشيات حزب الله اللبناني إلى عين الفيجة، حيث المصدر الرئيس لمياه الشرب
ليظهر السؤال واضحاً للجميع، لماذا وادي بردى رغم حصاره منذ أكثر من أربع سنوات؟
لعل الحقيقة معلنة بأهمية وادي بردى الاستراتيجية، وحقيقة أن نظام بشار وميليشياته يسعون وعلى الدوام لتقليم المناطق التي تصل الحدود اللبنانية بالقلمون وصولاً للقصير وخاصة ارتباطها بخطوط الإمداد.
الجغرافيا أهم بكثير لدى النظام من أرواح سكان تلك المنطقة فسياسة الأرض المحروقة لن يتخلى عنها ولو كلفه ذلك قتل آلاف الأبرياء، من السكان الأصليين.
تلك المنطقة التي تقع على بعد 15 كم شمال غرب العاصمة دمشق وعلى بعد 11 كم من الحدود مع لبنان فمنها وإليها تحرك حزب الله.
ألقت فيها طائرات الأسد أكثر من خمسين برميلاً بشكل عشوائي ما أدى لتدمير مضخات المياه داخل نبع عين الفيجة، وتلوثه بمياه المازوت والزيت والكلور وأدى تحويل كمية كبيرة من مياه النبع إلى نهر بردى، الذي فاض بالمياه
كارثة إنسانية تضاف لقائمة الصفحة السوداء لمسيرة نظام حكم بالهلاك على كل مظاهر الحياة، لأرض رفض أهلها الركوع رغم الحصار.
وضعاً مأساوياً وصفته لنا أم طلال أحد النازحين للشمال السوري، من خلال تواصلها مع أقارب لها عبر مواقع التواصل قائلةً: “بيوتنا تشح بالمياه أهات أمهات تحرق القلوب خوفاً من التلوث الذي أصاب المياه، لن نغفر للنظام جرائمه ونفيه للقصف الكارثي سنتظاهر ونهتف بأعلى الأصوات، لا للهدنة حتى يلتزم النظام بوقف القصف”.
مع تصريحات مستشار المبعوث الأممي الخاص في سوريا تظهر عظم الكارثة الإنسانية، “أكثر من 5 ملايين و500 ألف شخص في دمشق وحدها حرموا من المياه أو تلقوا كميات أقل”.
بالطبع المدنيون هم من سيشربون المياه وهم من سيتضرر من قطعها لتزداد في حقهم جرائم الحرب المتبعة ضدهم.
أما اليوم فهي من نوع آخر كون المياه عصب الحياة وهي الحياة أصلاً.
لم تعد اليوم مياه عين الفيجه الأنقى عالمياً بعد أن طالتها نيران القصف الوحشية لتغدو بحد ذاتها ألماً موجهاً لملايين السوريين.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد